مبروكة خذير /كوسموس ميديا
إنتظم في تونس العاصمة لقاء إعلامي من تنظيم الصندوق العالمي للطبيعة، حيث تم تناول تفاصيل مشاركة تونس في قمة التنوع البيولوجي 2030. وقد جمع اللقاء ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني والصحافيين ومؤسسات خاصة، حيث تم استعراض التحديات والفرص التي تواجه تونس في فعاليات قمة التنوع البيولوجي السادسة عشر.
تعزيز التنوع البيولوجي في تونس
خلال اللقاء، تم التركيز على أهمية تعزيز التنوع البيولوجي كجزء من الاستراتيجيات الوطنية. وقد تم الإشارة إلى التزامات تونس السابقة في هذا المجال، بما في ذلك توقيع ميثاق مع الصندوق العالمي للطبيعة. كما تم مناقشة كيفية إدماج القطاع الخاص في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي، حيث أبدت عدة مؤسسات استعدادها لتبني ممارسات إنتاجية صديقة للبيئة.
التحضيرات لقمة التنوع البيولوجي 16
في إطار التحضيرات للقمة، تم التأكيد على ضرورة تطوير سياسات عامة تدعم الحفاظ على البيئة وتساهم في تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بالتنوع البيولوجي. و يُعتبر هذا اللقاء خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي العام حول أهمية التنوع البيولوجي وضمان مشاركة فعالة من جميع الأطراف المعنية في القضايا البيئية.
قمة التنوع البيولوجي 16: خطوة حيوية نحو حماية كوكبنا
تستعد الدول الأعضاء في اتفاقية التنوع البيولوجي لعقد قمة التنوع البيولوجي 16، والتي تهدف إلى تعزيز الجهود العالمية لحماية التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام. تأتي هذه القمة في وقت حرج، حيث تواجه النظم الإيكولوجية تحديات متزايدة مثل تدهور الموائل وتغير المناخ، مما بات يهدد الأنواع والموارد الطبيعية.
و من المتوقع أن تثمر القمة عن اعتماد إطار عمل عالمي جديد لحماية التنوع البيولوجي حتى عام 2030.
التحديات العالمية للتنوع البيولوجي
تواجه اتفاقية التنوع البيولوجي عدة تحديات تعيق جهودها في حماية التنوع البيولوجي عالميًا. يُعتبر تغير المناخ أحد أكبر التهديدات التي تؤثّر بشكل كبير على الأنظمة الإيكولوجية في العالم وتعرّض العديد من الأنواع للانقراض. اضافة الى الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية، مثل الصيد الجائر وقطع الأشجار، و هو ما يؤدي إلى تدهور الموائل وفقدان التنوع البيولوجي.
تونس والتنوع البيولوجي: تحديات متواترة فهل من آفاق نحو مستقبل مستدام؟
في المقابل ، تواجه تونس ايضا عدة مخاطر رئيسية تؤثر سلبًا على تنوعها البيولوجي، مما يهدد الأنظمة البيئية والموارد الطبيعية. و يعتبر تغير المناخ من أبرز هذه المخاطر، حيث من المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتقليل هطول الأمطار إلى تدهور الواحات والنظم البيئية المحلية. كما أن التلوث واستنزاف الموارد الطبيعية يسهمان أيضًا في تدهور التنوع البيولوجي.
علاوة على ذلك، استنزاف الموارد الطبيعية نتيجة الاستخدام المفرط للمياه والتوسع العمراني والزراعي يفاقم من هذه المشكلة. تشير التقارير إلى أن العديد من أصناف الطيور والنباتات في تونس مهددة بالانقراض بسبب هذه الضغوط البيئية. كما أن انتشار الأمراض والأوبئة يشكل تهديدًا إضافيًا لصحة الأنظمة البيئية، مما يزيد من خطر فقدان التنوع البيولوجي.
استراتيجيات المستقبل
تسعى تونس حاليًا إلى تعزيز جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال استراتيجيات وطنية ومشاريع دولية تهدف إلى تحسين الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية وتعزيز التعاون بين مختلف الأطراف المعنية. يتطلب تحقيق هذه الأهداف التزامًا حقيقيًا من جميع الدول والمجتمعات المحلية لضمان مستقبل مستدام للجميع، حيث يعد التنوع البيولوجي ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
خلال اللقاء، تم التأكيد على أهمية تعزيز التنوع البيولوجي كجزء من الاستراتيجيات الوطنية، مع الإشارة إلى التزامات تونس السابقة في هذا المجال والتي شملت توقيع ميثاق مع الصندوق العالمي للطبيعة.
كما تم مناقشة كيفية إدماج القطاع الخاص في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي، حيث أبدت عدة مؤسسات استعدادها لتبني ممارسات إنتاجية صديقة للبيئة.
تسعى السياسات البيئية الحالية إلى تحقيق رؤية عالمية تعزز من التنوع البيولوجي في انسجام تام مع الطبيعة. وقد أكد “حاتم بن بلقاسم”، المهندس العام وكاهية مدير بوزارة البيئة، أن الهدف من هذه السياسات هو تقييم وحفظ واستخدام التنوع البيولوجي بشكل مستدام، مما يسهم في استدامة خدمات النظام الإيكولوجي لصالح البشرية والكوكب.
في سياق حديثه، أشار “بن بلقاسم” إلى أن هذه الأهداف تعد جزءًا من الجهود العالمية لمواجهة فقدان التنوع البيولوجي وتحقيق التنمية المستدامة. وأوضح أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تعاونًا دوليًا ومحليًا فعالًا لضمان النتائج المرجوة. كما نقل أحد المشاركين في المؤتمر أهمية هذا التعاون، حيث قال: “إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب التزامًا حقيقيًا من جميع الدول والمجتمعات المحلية، فالتنوع البيولوجي ليس مجرد قضية بيئية، بل هو أساس لرفاهية الإنسان واستدامة كوكبنا”.
تستعد الدول الأعضاء في اتفاقية التنوع البيولوجي لعقد قمة التنوع البيولوجي 16، والتي تُعتبر خطوة حيوية نحو تعزيز الجهود العالمية لحماية التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام. تأتي هذه القمة في وقت حرج حيث تواجه النظم الإيكولوجية تحديات متزايدة مثل تدهور الموائل وتغير المناخ مما يهدد الأنواع والموارد الطبيعية.
من المتوقع أن تسفر القمة عن اعتماد إطار عمل عالمي جديد لحماية التنوع البيولوجي حتى عام 2030 مع تحديد أهداف واضحة للتصدي لفقدان الطبيعة. كما ستعمل القمة على تعزيز التمويل المخصص لحماية التنوع البيولوجي مما يعكس التزام المجتمع الدولي بالعمل المشترك لضمان استدامة كوكبنا للأجيال القادمة.
في هذا السياق، صرح “جوناتان أودونغو”، الخبير من الصندوق العالمي للطبيعة في كينيا قائلاً: “تُعتبر قمة الأطراف للتنوع البيولوجي تجمعًا دوليًا حيويًا يُعقد بشكل دوري لمناقشة قضايا الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز التعاون بين الدول.”
وأشار إلى أن “هذه الاتفاقية التي تأسست في عام 1992 خلال مؤتمر قمة الأرض في ريو دي جانيرو تضم حاليًا 193 دولة.”
وأكد “أودونغو” أن القمة تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: حفظ التنوع البيولوجي من خلال حماية الأنواع والموائل الطبيعية، وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد البيولوجية، وضمان التقاسم العادل للمنافع بين المجتمعات المحلية.إن قمة التنوع البيولوجي 16 تمثل فرصة تاريخية لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق تقدم ملموس نحو حماية كوكبنا وضمان استدامته.
مشروع BIODEV2030: تعزيز التنوع البيولوجي من خلال السياسات التنموية
أُطلق مشروع BIODEV2030 كخطوة مبتكرة تهدف إلى دمج التنوع البيولوجي في السياسات التنموية عبر 15 دولة، بما في ذلك تونس. يركز المشروع على تعزيز الحوار بين الجهات المعنية، بما في ذلك القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، لتطوير استراتيجيات فعالة لحماية البيئة. من خلال إجراء تقييم علمي لتحديد التهديدات التي تواجه التنوع البيولوجي، يسعى المشروع إلى تشجيع الأطراف المعنية على اتخاذ التزامات طوعية تهدف إلى دمج الاعتبارات البيئية في القطاعات الاقتصادية الرئيسية مثل الزراعة والتعدين. يتطلع BIODEV2030 إلى تحقيق تأثير ملموس على السياسات العامة وتحقيق الأهداف العالمية للتنوع البيولوجي بحلول عام 2030، مما يعكس أهمية التعاون بين مختلف القطاعات لتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة.
تونس تعزز جهودها في حماية التنوع البيولوجي من خلال مشروع BIODEV2030
تسعى تونس، عبر مشروع BIODEV2030، إلى دمج حماية التنوع البيولوجي في استراتيجياتها الاقتصادية الرئيسية. هذا المشروع، الذي أطلقه الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، يهدف إلى تقييم تأثير القطاعات الاقتصادية على البيئة وتطوير آليات فعالة للحفاظ على التنوع البيولوجي.
يمتد المشروع على مدى عامين، حيث يتضمن مراحل متعددة تشمل إجراء دراسات علمية لتحديد العوامل المساهمة في تدهور التنوع البيولوجي، وتنظيم حوارات بين مختلف الأطراف المعنية لتوقيع التزامات طوعية.
تتميز تونس بتنوعها البيولوجي الغني، حيث تضم 69 مجموعة من النظم البيئية الطبيعية و12 مجموعة من النظم الزراعية، مما يجعل الحفاظ على هذا التنوع أمرًا حيويًا للتنمية المستدامة. كما تستعد تونس للمشاركة في مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16) في كولومبيا، حيث ستنظم يومًا توعويًا لتسليط الضوء على أهمية هذه القضية. إن هذه المبادرات تعكس التزام تونس الجاد بحماية بيئتها وتعزيز التنمية المستدامة في مواجهة التحديات البيئية العالمية.