سليديرمقالات

رغم الاختلاف حول تحديد المؤسس الحقيقي لعلم البيئة: أرنست هيغل أول من استخدم كلمة “إيكولوجيا”

رغم وجود اختلاف في الرأي حول تحديد المؤسس الحقيقي لعلم البيئة الحديث، إلا أن عالم الأحياء الألماني أرنست هيغل Ernst Haeckel أول من استخدم كلمة “Ecology” بمفهومها الحديث، وذلك في كتابه المورفولوجيا التكوينية للكائنات الحية الصادر عام 1866.

وكان هيغل عالم حيوان وفناناً وكاتباً واستاذاً في علم التشريح المقارن.

ولعلم البيئة جذور تاريخية متشعبة، وفق الباحثين، ويرجع سبب هذا التشعب بالدرجة الأساس إلى طبيعته المتشابكة مع علوم أخرى كثيرة من العلوم الطبيعية والإنسانية.

يعد فلاسفة الاغريق القدامى من أمثال هيبوكراتس Hippocrates وأرسطو طاليس Aristotle أول من دونوا ملاحظات عن التاريخ الطبيعي. إذ كانوا ينظرون للحياة على أنها “ماهيوية Essentialism”، تكون فيها الأنواع الاحيائية مجرد أشياء ساكنة لا تتغير، أما التنوع الموجود – من وجهة نظرهم – فما هو إلا شذوذ عن الحالة المثالية.

وهذا يناقض بطبيعة الحال النظرية البيئوية الحديثة التي ترى أن التنوع هو الظاهرة الفعلية الواجبة الاهتمام وأن له دور في نشأة التأقلم من طريق الانتقاء الطبيعي.

ويمكن إرجاع أصول أولى مفاهيم علم البيئة، كتوازن الطبيعة مثلاً، إلى هيرودوتس Herodotus (المتوفى عام 425 ق.م)،حيث كان أول من وصف عملية الأيض لدى الكائنات الحية. وبينما يعد أرسطو أول من ترك أثراً على التطور الفلسفي لعلم البيئة، فأن تلميذه ثيوفراستس Theophrastus دوّن الكثير من الملاحظات حول النباتات والحيوانات، في ضوء هجرتها وجغرافيتها الحياتية وفسيولوجيتها وسلوكيتها، وهو ما شكل اللبنة الأولى لعلم البيئة بمفهومه الحديث.

ظهور المفاهيم البيئية:

ظهرت المفاهيم البيئية المتمثلة بالسلسلة الغذائية والتنظيم السكاني والإنتاجية لأول مرة خلال القرن الثامن عشر، وذلك على يد عالم الأحياء الدقيقة انتوني فان لوينهوك Antoni van Leeuwenhoek وعالم النبات ريتشارد برادلي Richard Bradley.

أما الجغرافي ألكسندر فون همبولت Alexander von Humbolt فيعد من الرواد الأوائل في الفكر البيئي وهو أول من ميّز التدرج البيئي، وهو التدرج الذي تتباين بموجبه أجناس الأحياء وتستبدل تبعاً لتدرج ظروف البيئة بتأثير عامل الارتفاع. هذا وقد وضع مؤرخو الطبيعة الأوائل من أمثال، همبولدت وجيمس هيوتن James Hutton وجان لامارك Jean-Baptiste Lamarck وأخرين، وضعوا اللبنات الأولى لعلم البيئة الحديث.

وبينما يعد البعض هيغل هو المؤسس الأول، يرى أخرون أن يوغنس ورمنغ Eugenius Warming هو أنه المؤسس من خلال كتابه (علم بيئة النباتات: المدخل إلى دراسة المجتمعات النباتية) الصادر عام 1895، فيما يرى البعض الأخر أن كارل لينيوس Carl Linnaeus المؤسس الأول، وذلك بكتابه (اقتصاد الطبيعة)، معتبراً فيه علم البيئة على اقتصاد الطبيعة.

وقد تأثر لينيوس بمبادئ تشارلز داروين، وعلى ضوئها كان أول من وضع نظرية التوازن الطبيعي.

لقد كانت النظرة السائدة لعالم الطبيعة، منذ عهد أرسطو ولغاية مجيء داروين، أنه عالم ساكن لا يتغير. وقبل نشر الكتاب الشهير (أصل الأنواع) لداروين، لم يلتفت أحد لمسألة العلاقات المتغيرة والمتبادلة ما بين الكائنات الحية والبيئة، وتكيفها في ضوء ذلك.

والاستثناء الوحيد لذلك هو كتاب (التاريخ الطبيعي لسليبورن (Selborne) لمؤلفه غیلبرت وايت Gilbert White (1720 1793) الصادر في العام 1789م إذ يعدّ البعض هذا الكتاب من أول الكتب عن علم البيئة.

أما تشارلز داروين Charles Darwin (1809 1882)، فإن كتابه (أصل الأنواع) ـ الذي نشر في العام 1859 – يعد بمثابة أول اختبار لعلم البيئة. ويعد داروين مؤسساً لعلم بيئة التربة Soil ecology على الرغم من أن كتابه ذاك اشتهر بنظرية النشوء والتطور Evolution. وقد كان لهذه النظرية دوراً مهماً في تغيير مسار الباحثين نحو انتهاج العلوم البيئية.

المصدر موقع: abc-geography

زر الذهاب إلى الأعلى