سليديرمقالات

صيد السّاف بالشباك الثابتة في الوطن القبلي: تضارب في القوانين ينعكس على الممارسات.. والتنوع البيولوجي في مرمى الخطر

نطمت جمعية أحباء الطيور اليوم الاربعاء 8 مارس 2023، بأحد النزل بالعاصمة تونس، ندوة صحفية حول الانتهاكات والتهديدات الناتجة عن صيد الساف بالشباك الثابتة في الوطن القبلي، بهدف التشبيك مع وسائل الاعلام والاعتماد عليها كحلقة وصل بين مكونات المجتمع المدني الناشطة في المجال وبين الرأي العام من جهة وأصحاب القرار من جهة أخرى، وفق ما صرح به رئيس الجمعية محمد الهادي عيسى.

واعتبر عيسى في تصريح لـ“كوسموس ميديا”، على هامش الندوة التي حملت شعار “ربيع أسود آخر لطيور الوطن القبلي: هلاك أكثر من 50 ألف طائر سنويا”، أن المعركة الحقيقية اليوم فيما يتعلق بقضية الصيد بالشباك الثابتة لطير الساف قائمة مع المنظومة القانونية الحالية “المبنية على الفساد” وفق تقديره.

وانتقد في هذا الإطار، التضارب الحاصل بين القوانين الوطنية والدولية على غرار مجلة الغابات في فصليها 165 و173 من تحجير للصيد بالشباك، واتفاقية بيرن التي أمضت عليها تونس منذ سنة 1966، والتي تمنع في فصلها التاسع الصيد بجميع الوسائل والآلات غير الانتقائية، وما ورد في قرار وزارة الفلاحة المتعلق بموسم الصيد البري والذي يسمح باستعمال الشباك في صيد الطيور ومن بينها طيور الساف.

في المقابل، أكد محمد هادي بن عيسى دعم الجمعية لمقترح إدراج البيزرة الصافية المنقاة الأصيلة ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي لليونسكو على غرار ما وقع مع الصيد بالشرفية في جزيرة قرقنة على سبيل الذكر لا الحصر، مشددا في هذا الصدد على أهمية الحفاظ على التقاليد والممارسات الصديقة للتوازن البيئي والتنوع البيولوجي في عملية الصيد مثلما دأب عليه أجدادنا.

وفي هذا السياق، ّدقت منسقة اللجنة الوطنية للاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة فوزية الشرفي ناقوس الخطر بشأن مستقبل التنوع البيولوجي لا على المستوى الوطني فقط بل كذلك على المستوى العالمي، قائلة إن التنوع البيولوجي بات مهددا بفعل الأنشطة البشرية القائمة على الافراط في الاستغلال والمطنبة في التلويث واستهلاك المبيدات والأسمدة غير العضوية وتأثيرات ذلك على التربة التي تضم 90% من الكائنات الحية.

وأفادت الأستاذة الجامعية المميزة فوزية الشرفي، “كوسموس ميديا” بأن التنوع البيولوجي المساهم في وجود البشرية واستمرارها من خلال توفير الطعام والمياه الجيدة والأكسيجين والأدوية وتنطيم المناخ، 25% منه مهدد بالاندثار بفعل هذه الممارسات المفرطة خاصة على أصناف الفقاريات ومن بينها الطيور.

وللإشارة تأتي مبادرة جمعية أحباء الطيور هذه بالشراكة مع جمعيتي أصدقاء التراث ومهرجان الساف بالهوارية وبرعاية اللجنة الوطنية للاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة، وذلك بالتزامن مع موسم البيزرة الذي ينطلق في غرة مارس من كل سنة ويستمر إلى نهاية شهر أفريل، و ذلك بصيد الطـّيور الكاسرة والمهاجرة التي تستقرّ لفترة في أعالي الجبال المجاورة لمدينة الهوارية وتغطي الأشجار في شهري ماي وجوان حيث تبيض وتفرخ وخاصة منها طائر الساف وهو طائر جارح محمي بالقانون التونسي والعالمي…
ويستعمل الصيّادون شباكا خاصّة للصّيد التي يفرشونها عبر الحشائش والأعشاب، وتكون منسوجة من خيوط في لون الغابة تحطّ عليها الطيور دون أن تكتشفها فتسقط في تلك الشباك. وتبقى هذه الشباك منصوبة مسافة كيلومتلرات لأكثر من 60 يوما وهو ما قد يضر بالثروة الحيوانية عامة في المنطقة وخاصة منها الطيور التي يتم صيدها خلال فترة اباضتها وهو ما يهدد دورتها الحياتيّة ويقلص إمكانيّة تكاثرها.

تغطية أمل الصامت

صور عماد السايحي

زر الذهاب إلى الأعلى