قطاع الأغذية الزراعية وتمكين المرأة المتوسطية: محور مشروع يهدف إلى تغيير الاندماج الاجتماعي للنساء

رجاء الدريدي – كوسموس ميديا

انطلقت صباح الجمعة 09 سبتمبر 2023، بتونس، أشغال الندوة الإقليمية الختامية حول «تعزيز الإدماج الاجتماعي للمرأة والصمود الاقتصادي من خلال الابتكار الاجتماعي الريفي» التي ينظمها مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر” في إطار مشروع “الابتكار الاجتماعي في قطاع الأغذية الزراعية لتمكين المرأة في منطقة البحر الأبيض المتوسط”.

وأكدت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن أمال الحاج موسى، خلال افتتاحها للندوة على أهمية التشبيك مع الهياكل الحكومية “لإتمام مهمة التمكين الاقتصادي للمرأة”، داعية الجهات المانحة إلى أن لا يقتصر دورها فقط على التكوين والتمكين الفني، وإنما أيضا على تمويل المشاريع للراغبات في بعث مشاريع.
وشددت الحاج موسى على ضرورة الحرص على دعم المرأة في القطاع الفلاحي وذلك عبر آليات مختلفة على غرار البرنامج الوطني لريادة الأعمال “رائدات”، وبرنامج التمكين الاقتصادي للأسر ذات الوضعيات الخاصة، وبرنامج التمكين الاقتصادي لأمهات التلاميذ المهددين بالانقطاع المدرسي.

وأعلنت أنّ الوزارة ستنطلق في إعداد الإستراتيجية الوطنية للنهوض بالنساء والفتيات في الوسط الريفي يوم 15 أكتوبر القادم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية.
وفي تصريح خص به كوسموس ميديا، قال منسق مشاريع مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث هادي بشير إن المشروع يهدف إلى تغيير الاندماج الاجتماعي للنساء من خلال تمكينهن اقتصاديا بإتباع منهجية قائمة على دراسة تبعث منهجا قائما على الابتكار الاجتماعي من خلالها تمكينهن من إصدار نماذج تدريبية خاصة.
وأفاد بشير بأن 140 امرأة من البلدان الأربعة المشاركة تونس واسبانيا وايطاليا وفلسطين، استفدن من هذا المشروع وتلقين تكوينا معمّقا وحصص مرافقة وتمكنّ من إحداث مشاريعهن الخاصة ومنهن من تحصلت على وظيفة مستدامة في قطاع الأغذية الزراعية وهو ما حقق إدماجهن اقتصاديا واجتماعيا.

كما أشار إلى أنه تم اعتماد مسارين لتنفيذ المشروع في تونس، مسار دعم الاستثمار وريادة الأعمال في باجة، ومسار تعزيز الاندماج في سوق العمل في ولاية مدنين، مضيفا أنه تم تصميمهما وتنفيذهما وفق سلاسل قيمة حددها فريق بحثي، فتم وفقا لذلك التركيز في باجة على صناعة الأجبان وفي مدنين على تحويل منتجات الصيد البحري.
وفي إجابة على سؤال كوسموس ميديا عن مدى أهمية التعاون عبر الحدود لتحسين مستقبل منطقة المتوسط، أفاد هادي بشير بأن التعاون عبر الحدود يمكّن الدول من تبادل التجارب والتعاون مع بعضها سواء عن طريق التعاون الفني أو الدعم المالي أو نقل المعارف والخبرات، وبالتالي فهي أول ركيزة من الركائز للتعاون عبر الحدود، مشيرا إلى أن التعاون يمكّن من الانفتاح على الأسواق بين الدول وتسهيل الإجراءات حتى يكون هناك تحسن نوعي على المدى البعيد، على حد تعبيره.

يشار إلى أن الندوة عرفت حضور كل من المديرة التنفيذية لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث سكينة بوراوي، ومديرة قطاع المرأة بجامعة الدول العربية دعاء فؤاد خليفة والمديرة العامة لآلية الجوار الأوروبية للتعاون عبر الحدود أنتونالا جيجليو، ونائب الأمين العام لشؤون المياه والبيئة والاقتصاد الأزرق بالاتحاد من أجل المتوسط (UFM)، معتز عبادي.

كما تجدر الإشارة إلى أنه قد تم على هامش هذه الندوة تنظيم معرض لمنتجات النساء المستفيدات من تونس وفلسطين.

ويذكر أن مشروع “الابتكار الاجتماعي في قطاع الأغذية الزراعية لتمكين المرأة في منطقة البحر الأبيض المتوسط” (InnovAgroWoMed) هو مشروع امتد لما يناهز الثلاث سنوات وتم تنفيذه في كل من تونس وفلسطين وإيطاليا وإسبانيا بتمويل من الاتحاد الأوروبي في إطار “برنامج التعاون المشترك عبر الحدود لحوض البحر الأبيض المتوسط “ENI CBC Med” بقيمة 2.8 مليون يورو لتعزيز مشاركة النساء في سوق العمل وتحفيزهن على إحداث المشاريع.