سليديرمقالات

الرجوع الى الوراء …9 حالات إصابة بداء الكلب في تونس هذا العام

فتحية خذير-كوسموس ميديا

أعادت حادثة وفاة شاب عشريني من منطقة النفيضة التابعة لولاية سوسة على خلفية إصابته بداء الكلب جدل انتشار هذا الداء في تونس ف البلاد قد سجلت خلال هذه السنة 9 حالات وفاة جراء داء الكلب  و هو رقم مفزع لم تصله تونس سابقا .

و قد أكدت مصادر من الإدارة الجهوية للصحة أنّ الشاب الذي تحصل على شهادة الباكلوريا هذا العام كان قد تعرّض في شهر مارس الماضي إلى خدش على مستوى الذراع من قطّة مما استدعى توجّهه إلى قسم الاستعجالي بالنفيضة أين تلقّى جرعة تلقيح مضادّة لداء الكلب ولكنه لم يستكمل العلاج و لم يتحصل على بقيّة الجرعات اللازمة و لم يقم بالإجراءات الوقائية الضرورية في مثل هذه الحالات، و هو ما أدى الى تعكّر حالته الصحية بعد حوالي 3 أشهر ونصف من الحادثة و عجّل في بروز أعراض داء الكلب الذي انتقل إليه من القطّة .

هذا وكان قد تم إيواء الشاب المُصاب بعد تعكّر حالته الصحية بقسم الإنعاش الطبّي بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد قبل حوالي أسبوعين لكنّه فارق الحياة متأثرا بهذه الإصابة..

الوضع الوبائي لداء الكلب في تونس

أفادت كوثر حرباش منسقة البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب أن حالات الإصابة بداء الكلب في تزايد منذ ينة 2021 حيث سجلت المصالح الطبية حالة وفاة بداء الكلب سنة 2020، و5 حالات سنتي 2021 و2022 ثم 6 حالات سنة 2023 و 9 حالات هذا العام وهذا ما يعني أن الوضع خطير و في تفاقم  و يتطلب استراتيجية وطنية و حملات توعية و تحسيسة للمواطنين

وأكّدت حرباش أن العامل البيئي وتكدّس النفايات في الشوارع أدى الى كثرة الكلاب السائبة في المناطق السكنية و أن المواطن و في حال إصابته بعضة او خدش من حيوان عليه ضرورة غسل المكان المصاب بالماء والصابون 15 دقيقة كاملة، ثم التوجه الى المركز الصحي

و دعت منسقة البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب المواطنين الى عدم الاقتراب من القطط والكلاب السائبة أو اطعامها تجنبا للعدوى

داء الكلب في تونس: خطر يهدد الصحة العامة 

يعد داء الكلب أو السعار مرض فيروسي يصيب الجهاز العصبي للحيوانات والإنسان، ويعد من الأمراض المميتة في حال عدم تلقي العلاج الفوري.

في تونس، لا يزال داء الكلب يشكل تحديًا كبيرًا للصحة العامة على الرغم من الجهود المستمرة للسيطرة عليه خاصة في ظل التدهور البيئي الذي تعيشه البلاد نتيجة انتشار الفضلات وتكدسها في كل مكان وكثرة الحيوانات السائبة في الشوارع .

يشكل هذا الوضع تهديدًا مباشرًا للإنسان، حيث ينتقل الفيروس عبر لعاب الحيوانات المصابة، غالبًا من خلال العض او الخدش و اللعق  ورغم انخفاض عدد الحالات البشرية بفضل حملات التطعيم، إلا أن الوعي العام بطرق الوقاية والعلاج المبكر لا يزال محدودًا، مما يساهم في استمرار خطر انتشار المرض.

و كتب الدكتور حاتم الغزال  المختص في علم الأجنة على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي أنه ” لابد من حملة وطنية لمقاومة داء الكلب في أسرع وقت و بمشاركة جديّة للسّلط المحليّة التي يجب أن تتحمّل مسؤوليتها. إنتشار فيروس الكلب عند الكلاب السائبة أصبح خطير جدا و يهدد بالإنتشار أيضا بين القطط مما سيجعل المقاومة أصعب إذا تركنا اليوم الوضع يستفحل.”

طرق الوقاية من داء الكلب

للحماية من داء الكلب، يجب اتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية على المستويين الفردي والمجتمعي:

التطعيم:
    • يُعتبر التطعيم الوقائي ضد داء الكلب للحيوانات الأليفة، وخاصة الكلاب، من أهم وسائل الحماية. يجب على أصحاب الحيوانات الأليفة التأكد من تطعيم حيواناتهم بانتظام وفقًا للجداول المحددة من قبل السلطات البيطرية.
    • بالنسبة للبشر، يتوفر تطعيم وقائي للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة، مثل العاملين في مجال البيطرة والأشخاص الذين يعيشون في مناطق موبوءة.
التحكم في الكلاب الضالة:
    • تنظيم حملات لمكافحة الكلاب الضالة من خلال توفير مأوى للحيوانات وتطبيق برامج لتحديد عدد الحيوانات والسيطرة على تكاثرها، هو أمر ضروري للحد من خطر انتشار داء الكلب.
التوعية:
    • نشر الوعي حول خطورة داء الكلب وطرق الوقاية منه من خلال حملات توعية تستهدف المدارس والمجتمعات المحلية. يشمل ذلك تعليم الأطفال والكبار كيفية التعامل بحذر مع الحيوانات الضالة وتجنب الاقتراب منها.
الإجراءات عند التعرض للعض:
    • في حال تعرض الشخص لعضة من حيوان، يجب غسل الجرح بالماء والصابون فورًا لمدة لا تقل عن 15 دقيقة، ومن ثم التوجه إلى أقرب مركز صحي لتلقي العناية اللازمة، بما في ذلك تلقي اللقاحات المناسبة.
تعزيز البنية التحتية الصحية:
    • توفير مراكز طبية متخصصة في جميع أنحاء تونس لتلقيح المصابين المحتملين بداء الكلب. دعم هذه المراكز بالأدوية واللقاحات اللازمة يمكن أن ينقذ حياة الكثيرين.
التحديات المستقبلية

على الرغم من التقدم الملحوظ في السيطرة على داء الكلب في تونس، إلا أن هناك تحديات كبيرة تحتاج إلى معالجة. من بين هذه التحديات : السهر على توفير بيئة نظيفة خالية من النفايات و النقاط السوداء لتكدّسها و الحرص على تلقيح الكلاب و الحيوانات الضالة الى جانب  الحاجة إلى تحسين برامج التطعيم وزيادة الوعي المجتمعي، فضلاً عن تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى