سليديرمقالات

المهرجان الدولي للسينما البيئية بقابس يعود في دورته السادسة

الأردن ضيف شرف وسط أجواء فنية وبيئية واعدة

عقد صباح أمس الاثنين 26 ماي 2025، بالعاصمة تونس، المؤتمر الصحفي الخاص بالدورة السادسة من المهرجان الدولي للسينما البيئية بقابس، والتي ستُقام فعالياتها من 31 ماي إلى 3 جوان 2025.

وتم خلال الندوة الكشف عن أبرز محاور الدورة، والضيوف المشاركين، والأفلام المختارة، في تظاهرة تحتفي بقضايا البيئة والهوية والعدالة الاجتماعية، عبر لغة الصورة والفن. دورة هذا العام تأتي لتؤكد مرة أخرى وفاء المهرجان لأفكاره التأسيسية، حيث يظلّ فضاءً مفتوحًا للتجارب السينمائية الجريئة، التي تتناول الواقع البيئي والإجتماعي بمنظور نقدي، وبلغة سينمائية متجددة.

وفي تصريح خاص لـ”كوسموس ميديا“، أكد مدير المهرجان فؤاد كريّم أن “الرهان الأساسي لهذه الدورة هو إعادة ربط السينما بقضايا الأرض والناس، خاصة في ظل تفاقم التهميش و إستنزاف الموارد الطبيعية في العديد من المناطق، ومنها قابس نفسها”. وأضاف كريّم أن إختيار الأردن ضيف شرف هذه السنة هو إعتراف بدور المملكة الأردنية الريادي في السينما البيئية، مشيرًا إلى “انخراط الأردن في قضايا المناخ، وإنتاجها لأعمال سينمائية ملتزمة، تعبّر عن هموم البيئة في سياقاتها العربية والكونية”. كما أعلن مدير المهرجان أن فيلم “ترويدة” للمخرجة موني أبو سمرا سيكون عرض الإفتتاح، وهو فيلم روائي يتناول قصة باحثة جيولوجية تجد نفسها عالقة في الصحراء بعد سيول مفاجئة ناجمة عن تغيّر المناخ، لتبدأ رحلة بقاء وجودية. ومن أبرز ملامح الدورة الجديدة أيضًا، مشاركة الفيلم الوثائقي التونسي “زريعة”، من إنتاج منصة كوسموس ميديا، ضمن قائمة الأفلام المختارة. ويُعدّ هذا الفيلم إمتدادًا لإهتمام المنصة بالقضايا البيئية في تونس، وخاصة في علاقة بالسياسات الفلاحية، وتدهور التّربة، والتغيرات المناخية، ومقاومة الفلاحين من أجل البقاء على أرضهم.

أما فيما يخص لجنة التحكيم، فتترأسها هذه السنة شخصية مسرحية بارزة، وهو الدكتور والممثل التونسي خالد بوزيد، وتضم في عضويتها كلًا من الممثلة الأردنية القديرة عبير عيسى، والمخرج الفرنسي برنارد ديرو، والناقد العراقي مصطفى الشوكي، مما يعكس بعدًا دوليًا وتعددًا ثقافيًا في تقييم الأعمال المشاركة. من جهتها، أفادت الممثلة وحيدة الدريدي، الرئيسة الشرفية للدورة، أن اللجنة المشرفة على الفرز استقبلت 59 فيلمًا، تم إختيار 17 فيلمًا منها تمثّل 15 دولة عربية وأجنبية، ما يدل على مدى إنتشار صدى المهرجان في الساحة السينمائية الدولية. تجدر الإشارة إلى أن المهرجان الدولي للسينما البيئية بقابس إنطلق سنة 2014، في مدينة تعاني من إحدى أكبر الكوارث البيئية في البلاد، نتيجة التّلوث الذي تسببه المنطقة الصناعية. ورغم هشاشة الإمكانيات، تحول المهرجان تدريجيًا إلى منبر عالمي للحوار حول البيئة والهوية والعدالة المناخية، وإلى نقطة إلتقاء بين الفنون والنّضال البيئي. هذا وتستعد مدينة قابس لإحتضان فعاليات الدورة السادسة، التي ستتوزع على الفضاءات السينمائية والثّقافية بالجهة، وتستقطب عشاق السّينما البديلة والواعية، في موعد يَعِد بأن يكون مميزًا على المستويين الفني والبيئي.

محمد أديب بوفحجة

زر الذهاب إلى الأعلى