سليديرمقالات

تأثير أمطار شهر ماي على المحاصيل الزراعية في تونس: بين الفائدة والمخاطر

تشهد تونس خلال شهر ماي تقلبات مناخية تتسم بأمطار متفرقة، تتراوح بين المتوسطة والغزيرة في بعض المناطق. وبينما تُعد هذه الأمطار موردًا طبيعيًا يدعم القطاع الزراعي، فإنها في الوقت ذاته قد تتحول إلى مصدرا يهدد بعض المحاصيل الزراعية الحساسة، خاصة في غياب بنية تحتية زراعية متكيفة مع التغيرات المناخية.

وفي هذا المقال، سنقوم بتسليط الضوء على أهم المحاصيل التي تستفيد من هذه الأمطار، مقابل أخرى قد تتعرض للضرر في حال تواصل التساقطات أو تجاوزها للمعايير المناخية.

محاصيل تستفيد من أمطار ماي

تشكل أمطار شهر ماي داعمًا طبيعيًا هامًا للموسم الزراعي، خاصة للمحاصيل الصيفية التي تعتمد على توازن الرطوبة في التربة.

اذ تعتبر الخضروات الصيفية مثل الطماطم و الفلفل والخيار، أكبر مستفيد من هذه التساقطات و ذلك بفضل حاجتها إلى رطوبة معتدلة تُحفّز نموها وتُسرّع من إنتاجها.

 إلا أن هذا الاستفادة تظل مشروطة بعدم بلوغ مستويات رطوبة زائدة، قد تؤدي إلى تعفّن الجذور وإنتشار الأمراض.

من جهتها، تستفيد الأشجار المثمرة كأشجار الزيتون و اشجار اللوز وبعض أصناف اشجار التفاح من تحسّن مستوى الرطوبة في التربة، مما يعزز من تماسك الأغصان ويُحسن من نوعية الثمار خلال مرحلة تكوينها.

كما تعد البقوليات الصيفية مثل الفول والحمص والعدس من أبرز المحاصيل التي تنتفع من أمطار شهر ماي، حيث تسهم الرطوبة في تثبيت البذور وتعزيز عملية الإنبات، ما يرفع من فرص نجاح المحصول.

محاصيل مهددة

في المقابل، فإن تواصل تساقط الأمطار خلال أواخر شهر ماي قد تتحول إلى عبء حقيقي لبعض الزراعات، خاصة تلك الموجودة في المراحل النهائية من النمو أو المزروعة في أراض ضعيفة التصريف.

فمثلا القمح يصبح أكثر عرضة لأمراض فطرية مثل تعفن الجذور في ظل ارتفاع الرطوبة، ما يؤثر على جودة السنابل وصعوبة عملية الحصاد.

وفي هذا السياق، أفاد عضو المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري،حمادي البوبكري خلال مداخلة هاتفية على إذاعة جوهرة أف أم، أن “تواصل الأمطار بعد منتصف شهر ماي قد يؤدي إلى أضرار على صابة الحبوب نتيجة ارتفاع نسبة الرطوبة، مما قد يعيق عملية الحصاد ويؤثر على الجودة”.

فمثلا القمح يصبح أكثر عرضة لأمراض فطرية مثل تعفن الجذور في ظل ارتفاع الرطوبة، ما يؤثر على جودة السنابل وصعوبة عملية الحصاد.

وفي هذا السياق، أفاد عضو المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري،حمادي البوبكري خلال مداخلة هاتفية على إذاعة جوهرة أف أم، أن “تواصل الأمطار بعد منتصف شهر ماي قد يؤدي إلى أضرار على صابة الحبوب نتيجة ارتفاع نسبة الرطوبة، مما قد يعيق عملية الحصاد ويؤثر على الجودة”.

أما العنب، فهو من أكثر المحاصيل تأثرًا بالرطوبة خلال فترة الإزهار، حيث يمكن أن تتسبب الأمطار في تساقط الزهرات والثمار الصغيرة.

وتحتاج البطاطا إلى تربة متوازنة الرطوبة وغير مشبعة بالماء، حيث يؤدي فائض الرطوبة إلى تعفنها وتراجع جودة الإنتاج، مما ينعكس سلبًا على قيمتها التسويقية.

وفي المناطق التي تعاني من ضعف في تصريف المياه، قد يؤدي تجمعها إلى اختناق الجذور وتأخر النمو، بل وتلف محاصيل كاملة، خصوصا في الأراضي الطينية أو المنخفضة.

توصيات عملية للفلاحين

في ظل التقلّبات المناخية التي يشهدها شهر ماي الجاري، يوصي الخبراء الفلاحين باتباع جملة من التدابير الوقائية لحماية محاصيلهم من تأثيرات الأمطار الزائدة.

 من أبرز هذه التوصيات: تحسين أنظمة تصريف المياه في الحقول، خاصة في الأراضي المعرضة للغمر، وذلك لتفادي اختناق الجذور وتلف المزروعات. كما يُنصح بـمتابعة التوقعات المناخية بانتظام واتخاذ الاحتياطات اللازمة في حال صدور تنبؤات بأمطار غزيرة. علاوة على ذلك، من الضروري استخدام المبيدات الفطرية الوقائية فور ظهور علامات الرطوبة الزائدة، وخاصة في المحاصيل الحساسة، بالإضافة إلى إختيار أصناف زراعية مقاومة للرطوبة في المناطق المعروفة بصيفها المطير، بهدف تقليل مخاطر الأمراض الفطرية وتعفن المحاصيل.

تعد أمطار ماي عاملا حيويا يدعم النشاط الزراعي في تونس، خصوصا في ظل ندرة الموارد المائية. ومع ذلك، فإن غزارة الأمطار وعدم انتظامها قد تضر ببعض المحاصيل الحساسة، مما يتطلب متابعة دقيقة من الفلاحين واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحفاظ على المحاصيل وضمان موسم زراعي ناجح.

رجاء الدريدي / كوسموس ميديا 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى