Uncategorized
أخر الأخبار

تحفيز الابتكار: مشروع لتعزيز المرونة الطاقية في جنوب تونس

مبروكة خذيركوسموس ميديا تطاوين  

 

بدأت في المركب المغاربي بولاية تطاوين فعاليات مخيم لدراسة المشاريع، يستمر لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة مجموعة من شباب جهة الجنوب الشرقي، حيث يركز المخيم على موضوع الطاقات المتجددة.

 يأتي هذا الحدث في سياق حرج، حيث يواجه جنوب تونس تحديات طاقية ملحة تفاقمت بفعل تغير المناخ، مما يهدد البيئة والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.

تعتبر ولاية تطاوين واحدة من أكثر المناطق تأثراً بتغير المناخ، حيث يتجاوز معدل البطالة فيها 42%. يعتمد سكان هذه المناطق بشكل كبير على الموارد الطبيعية، مما يجعلهم عرضة لتداعيات التدهور البيئي ونقص البنية التحتية القابلة للتكيف. في هذا الإطار، يهدف هاكاثون INRGIZE NEXUS، الممول من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وNRGI، والذي يتم تنفيذه بواسطة Skills To Succeed وCleantech 216، إلى تعزيز المرونة الطاقية في جنوب تونس.

يسعى المشروع إلى تحفيز رواد الأعمال المحليين لتطوير حلول مبتكرة في مجال الانتقال الطاقي، مما يعكس أهمية المبادرات المحلية في مواجهة التحديات البيئية وتعزيز النمو الاقتصادي.

مخيم الابتكار الطاقي: تمكين شباب الجنوب التونسي نحو مستقبل مستدام

تحت شعار “الابتكار من أجل الطاقة المستدامة”، انطلق اليوم المخيم الوطني الشبابي في جنوب تونس، حيث يهدف إلى تقديم لمحة شاملة عن المشهد الطاقي في المنطقة، مع التركيز على التحديات والفرص المتاحة. وسيتم في هذه التظاهرة تسليط الضوء على الحلول المبتكرة التي طورها رواد الأعمال الشباب، مما يعزز من قدرة المجتمع المحلي على التكيف والابتكار.

وجاء في تصريح العروسي بالطيب ممثل منظمة مهارات النجاح لمنصة كوسموس ميديا ان هذه المبادرة تعتبر ضرورية لمواجهة التحديات البيئية، حيث تسعى إلى دمج نهج شامل للمساواة بين الجنسين وتعزيز التعاون بين مختلف التخصصات. من خلال تحويل خمس أفكار مبتكرة إلى مشاريع ملموسة، يسعى المخيم إلى بناء مستقبل أكثر استدامة وعدلاً للمنطقة.

واضافت فداء بلحاج لطيف منسقة مشاريع بمنظمة جزر المستقبل في مستهل انطلاق فعاليات المخيم، اضافت ان هذه الفعالية ليست مجرد تجمع، بل هي خطوة عملية نحو تحقيق التنمية المستدامة، حيث يتمكن الشباب من التعبير عن أفكارهم وتحقيق طموحاتهم في بيئة تشجع على الابتكار.

من جهتها عبرت ايمان بن ضو عن منظمة Cleantech 216 ان هذا المخيم يمثل فرصة حقيقية لشباب الجنوب الشرقي لتكوين شبكة من العلاقات وتعزيز مهاراتهم في مجال الطاقات المتجددة، مما يسهم في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

جنوب تونس: نحو استدامة طاقية لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية

يواجه جنوب تونس تحديات طاقية وبيئية تؤثر بشكل كبير على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. يعتمد الجنوب بشكل رئيسي على الوقود الأحفوري، مما يزيد من هشاشة النظام الطاقي ويعيق الانتقال نحو مصادر الطاقة المتجددة. مع معدل بطالة يتجاوز 42% في ولايات مثل تطاوين، تبرز الحاجة الملحة لتطوير حلول طاقة مستدامة تساهم في خلق فرص عمل جديدة.

تفتقر المنطقة إلى البنية التحتية اللازمة لدعم مشاريع الطاقة المتجددة، مما يعوق تنفيذ استراتيجيات الانتقال الطاقي بشكل فعال. في الوقت نفسه، تؤثر آثار تغير المناخ، مثل ارتفاع درجات الحرارة ونقص الأمطار، سلبًا على الزراعة والموارد المائية، مما يزيد من تفاقم أزمة المياه بسبب الاستغلال غير المستدام للموارد. كما أن التصحر وتدهور التربة يهددان الأراضي الزراعية.

تتطلب هذه التحديات استراتيجيات شاملة تشمل تحسين الحوكمة، وتعزيز الاستثمارات في الطاقة المتجددة، وتطوير البنية التحتية لمواجهة الأزمات البيئية والاجتماعية وضمان مستقبل أكثر استدامة وعدلاً للمنطقة.

يمتلك جنوب تونس إمكانيات كبيرة للتحسين في عدة قطاعات اقتصادية من خلال تعزيز الاستدامة الطاقية. يُعتبر القطاع الزراعي من أبرز المجالات التي يمكن أن تستفيد، حيث يمكن استخدام الطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، لتشغيل أنظمة الري وتحسين إنتاجية المحاصيل. كما يمكن أن تسهم الاستدامة الطاقية في تطوير السياحة البيئية، من خلال تحسين البنية التحتية وتقليل الأثر البيئي.

يمكن للصناعات الخضراء أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الاقتصاد المحلي، حيث يسهم اعتماد الطاقة المتجددة في تقليل تكاليف التشغيل وزيادة القدرة التنافسية. تحسين إدارة الموارد المائية من خلال تقنيات الطاقة المتجددة يمكن أن يعزز من كفاءة نظم المياه، مما يسهم في تقليل الفاقد وتحسين جودة المياه.

من خلال التركيز على الاستدامة الطاقية، يمكن لجنوب تونس تحقيق تحسينات ملحوظة في مختلف القطاعات، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتحسين الظروف البيئية والاجتماعية.

زر الذهاب إلى الأعلى