أمل الصامت – كوسموس ميديا
نظم الاتحاد الوطني للمرأة التونسية بالتعاون مع كوسموس ميديا يوم السبت 21 أكتوبر 2023، “يوما مفتوحا مع النساء الريفيات في جهة بن عروس”، بمركز التكوين الفلاحي العصري للفتيات بشبدة، وذلك على هامش إحياء اليوم العالمي للمرأة الريفية وشهر أكتوبر الوردي.
ومثلت هذه التظاهرة فرصة للنساء العاملات في المجال الفلاحي بالجهة لعرض منتوجاتهن والتقصي المبكر لسرطان الثدي وكذلك المشاركة في عديد الورشات التي تساهم في تنمية قدراتهن ومهاراتهن كنساء وفتيات فاعلات في محيطهن العائلي والمهني.
مزايا وصعوبات
وفي هذا الإطار، أشادت مديرة المركز رقية قدور في تصريح لكوسموس ميديا، بقيمة هذا الفضاء من ناحية البرامج التي يقدمها للمرأة الريفية والعائلة الريفية بصفة عامة، وفق تقديرها.
وأشارت قدور إلى أن مثل هذه التظاهرات تساعد النساء في الوسط الريفي على اكتساب مهارات ومعارف تساهم في تنمية قدراتها ووعيها للحفاظ على صحتها وسلامتها الجسدية والنفسية بالتوازي مع النجاح في عملها، خاصة وأن الورشات المبرمجة شملت التقصي المبكر لمرض السرطان، والاسعافات الأولية والوقاية من الحرائق الناتجة عن تسرب الغاز والعناية بحديقة المنزل.
كوسموس ميديا كان لها لقاءات مختلفة مع النساء المشاركات في اليوم المفتوح واللواتي تحدثن عن الآفاق التي تفتحها مثل هذه المراكظ والتظاهرات التي تنظمها لفائدتهن من جهة، كما تحدثن في المقابل عن الصعوبات التي تواجهنها سواء بسبب الأزمة المناخية أو الصعوبات الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وأجمعت كل المتدخلات في هذا الإطار على تراجع مردوديتهن الإنتاجية بسبب نقص المواد الأولية والذي أدى إما إلى ارتفاع أسعارها أو إلى فقدانها من السوق، مما يجعلهن غير قادرات على تلبية احتياجاتهن واحتياجات عائلاتهن.
الحلول المتاحة
أشارت أمينة المال بالاتحاد صالحة داوة في تصريح لكوسموس ميديا، إلى أن هذه التظاهرة تهدف إلى الانفتاح على مشاغل المرأة في جهة بن عروس، والحد من تداعيات التغيرات المناخية التي أصبحت تهدد لا البيئة فقط بل حتى الجانب الاقتصادي وذلك في إطار مواجهة الفقر والصعوبات المالية التي تواجهها النساء العاملات في القطاع الفلاحي بالجهة.
وفي إجابتها عن دور الاتحاد في دعم هؤلاء النسوة في خضم الصعوبات المادية وعسر الوصول إلى المواد الأولية في ظل الأزمة المناخية والاقتصادية التي تواجهها البلاد، أفادت محدثتنا بوجود وحدتين للاحاطة بالنساء إجتماعيا واقتصاديا، لافتة إلى أن وحدة الإحاطة الإقتصادية توفر قروضا ميسرة للحرفيات المنظويات تحت لوائه كما يستطيع مركز شبدة توفير كميات متفاوتة من المواد الأولية التي يحتجنها من إنتاجه الخاص.
كما يعمل الاتحاد من خلال شراكاته المتعددة مع المندوبيات الجهوية للفلاحة على تسهيل وصول النساء العاملات في المجال الفلاحي إلى المواد الأولية كل حسب أولوياتهن ومجالات اختصاصهن.
دور الدولة؟!
وبالعودة إلى تأثير التغيرات المناخية وأزمة الجفاف التي تعيش على وقعها تونس خلال السنوات الأخيرة على المواسم الفلاحية وبالتالي تراجع الانتاج الذي يؤثر بدوره على العاملات في القطاع الفلاحي، لفتت أمينة مال الاتحاد الوطني للمرأة التونسية صالحة داوة إلى أن الصعوبات التي تواجهها هؤلاء النساء والفتيات لا تقتصر على هذه الأسباب.
واعتبرت داوة أنه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار المثال التنموي الذي بنيت عليه البلاد وخلق الفروقات بين الجهات رغم أهمية القطاع الفلاحي والذي يقوم بالأساس على دور النساء في النهوض به، وخاصة صغار الفلاحات اللواتي تعتبرن مهمشات اليوم باعتبار الصعوبات اللاتي يواجهنها سواء على مستوى المواد الأولية أو التنقل أو التسويق…
وتابعت بالقول: “للأسف المرأة في الوسط الريفي اليوم عادت بها سياسات الدولة تجاهها إلى معايشة صعوبات كانت تعانيها بنات جنسها في الخمسينات والستينات سواء فيما يتعلق بالحريات أو تسهيل بعثها لمشروع خاص بها أو الوصول إلى مراكز التكوين لتعلم مهارة أو حرفة معينة”، داعية الدولة إلى إعادة قراءة كيفية مساندة هذه الفئة من النساء من خلال التشاور مع الخبراء والمنظمات المعنية وعلى رأسها الاتحاد الوطني للمرأة التونسية والذي يتواجد على كامل تراب الجمهورية ويعلم جيدا المعاناة اليومية لهؤلاء النساء، وفق تعبيرها.