مبروكة خذير-كوسموس ميديا
تحتضن تونس في الفترة من 16 إلى 19 أكتوبر المقبل النسخة الثانية من المنتدى الدولي لتغير المناخ، وذلك بعد النجاح الباهر للنسخة الأولى التي أقيمت في السنغال.
في حوار له مع منصة كوسموس ميديا، أكد عماد كريم، سفير التنمية المستدامة حول العالم ومؤسس المنتدى، أن الهدف هو العمل المشترك على مشاريع التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، وفتح نافذة من إفريقيا إلى العالم عبر هذا المنتدى.
لا يُعد المنتدى مجرد لقاء عادي، بل هو منصة تفاعلية تجمع ما يقرب من 50 دولة من مختلف القارات، تشمل خبراء وناشطين وطلابًا ومهنيين من تخصصات متعددة، ليشكلوا معًا ملامح مستقبل مستدام. وفي هذا السياق أشار عماد كريم إلى أن شعار المنتدى “نحو عالم بلا حدود” يعكس رؤيتهم لعالم منفتح لا تعوقه الحدود في مواجهة تحديات المناخ والتغيرات البيئية.
يعتمد المنتدى على محاكاة جلسات الأمم المتحدة، حيث يمثل كل مشارك بلده كسفير يعكس صوته ويعرض استراتيجيات بلده في مكافحة تغير المناخ والتوجه نحو التنمية المستدامة، مما يتيح تبادل الخبرات والتجارب على منصة دولية، بهدف نشر هذه الرسائل عند عودة المشاركين إلى أوطانهم.
الجانب التكويني يحظى بأهمية كبيرة في المنتدى، حيث تُقدم ورش عمل متخصصة في مجالات التنمية المستدامة، الاقتصاد الأخضر، مهارات التواصل الفعّال، وبناء فرق العمل. يؤكد عماد كريم في حديثه مع كوسموس ميديا على أهمية تكوين جيل يملك ثقة في خبراته ويحصل على شهادات معترف بها عالميًا ليصبح قادة المستقبل في التنمية المستدامة.
يركز المنتدى كذلك على تطوير المهارات الشخصية الناعمة مثل التواصل، الحوار، والتوجيه الشخصي، لتعزيز فاعلية المشاركين وقدرتهم على بناء فرق عمل قادرة على إحداث التغيير. يؤكد مؤسس المنتدى أن النجاح في التنمية المستدامة لا يقتصر على المعرفة التقنية فقط بل يتطلب مهارات قيادية وتواصلية.
كما يثمن المنتدى موقع تونس كمركز للاستدامة والابتكار في إفريقيا، و يؤكد سفير التنمية المستدامة عماد كريم أن هذا الحدث يشكل دافعًا قويًا لقطاعات السياحة، الصناعة التقليدية، والخدمات، ويخلق شبكة علاقات دولية متينة بين المشاركين الذين سيتمتعون بدورهم بتكوين ليكونوا سفراء للتنمية المستدامة في بلدانهم .
يمثل المشاركون في المنتدى طيفًا واسعًا من التخصصات، من محامين وصحفيين وأكاديميين وناشطين وطلبة تونسيين و أجانب و رواد أعمال يعملون في مجالات البيئة والطاقات المتجددة، مما يثري التجربة ويوفّر فرص تعاون وشبكات ريادية على المستوى الدولي.
يبرز المنتدى أهمية مشاركة الشباب التونسي والأفريقي، حيث شهد هذا العام مشاركة واسعة للطلبة من تونس والدول الأفريقية المجاورة، مع التأكيد على أن المستقبل لهم، ويجب تجهيزهم بالمعرفة والأدوات اللازمة ليكونوا فاعلين في التحول نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة في ظل تغيرات مناخية متسارعة في تونس و في كل بلدان العالم .