مقالات

حقيقة الانقطاع الدوري للكهرباء خلال الصائفة.. والمفهوم التقني لمنظومة “طرح الأحمال”؟!

أمل الصامت – كوسموس ميديا

تتوقع الشركة التونسية للكهرباء والغاز أن تتجاوز ذروة استهلاك الكهرباء خلال الصائفة الحالية 5200 ميغاوات، إلا أن أن القدرة الجملية المركبة والمتوفرة خلال هذه الصائفة لتلبية الحاجيات الوطنية لحرارة 45 درجة لا تتجاوز 4600 ميغاوات، الأمر الذي قد يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي على المستهلكين بصفة دورية موزعة على كل الجهات.

وفي حال فاق الطلب على الكهرباء إمكانيات الشركة، وضعت هذه الأخيرة برنامجا لمنظومة طرح الأحمال (Délestage) والتي تراعي ضمان ديمومة تزويد المناطق الحساسة والمنشآت الحيوية بالكهرباء، في حين يتم اللجوء إلى قطع الكهرباء بصفة دورية موزعة بين كافة الجهات بمعدل زمني يتراوح بين 15 و30 دقيقة على أقصى تقدير، وذلك حسب المعطيات الحينية المتعلقة باستغلال الشبكة الكهربائية.

وتسعى منظومة طرح الأحمال الكهربائية في الأصل، إلى تقليل استهلاك الطاقة خلال فترات الذروة من خلال تشجيع المستهلكين على خفض استهلاكهم أو تحويل استهلاكهم إلى فترات زمنية أخرى، إلا أنه في حال عدم الاستجابة والوعي بأهمية ترشيد الاستهلاك يمكن لمشغلي الشبكة قطع التيار الكهربائي آليا لفترات زمنية معينة.

وتعمل “الستاغ” على تعزيز التبادل الكهربائي مع بلدان الجوار لسد النقص في مستوى القدرة الجملية والتعويل في أوقات الذروة على التبادل التجاري التعاقدي كلما اقتضت الحاجة، حيث من المبرمج توريد ما بين 600 و 700 ميغاواط من الشقيقة الجزائر خلال هذه الصائفة.

تأتي هذه الخطوة، وفق ما بينه المسؤولون خلال ندوة صحفية انتظمت نهاية الأسبوع الفارط، تحت شعار “استحفظ على طاقتك تربح راحتك”، ضمن خطة عمل أعدّت لصائفة 2024، والتي ينتظر أن تسجل طلبا متزايدا على الكهرباء بفارق يفوق 400 ميغاوات مقارنة بالسنة الفارطة حيث سجلت صائفة 2023 ذروة استهلاك للكهرباء قدّرت بـ 4825 ميغاوات.

وتشمل ذات الخطة تعزيز البنية التحتية لعمليات إنتاج الكهرباء ونقله وتوزيعه من خلال استكمال برنامج الصيانة الدورية بمحطات الانتاج الرئيسية للوحدات البخارية والدورات المزدوجة، وإصلاح الأعطاب بأجهزة بعض المحطات، إضافة إلى غسل عوازل أبراج الجهد العالي، وتعويض العوازل البلورية القديمة بعوازل سيليكون مقاومة للتلوث، وصيانة مراكز نقل الكهرباء متوسطة وعالية الجهد، إلى جانب تعزيز جاهزية الفرق الجهوية من أجل ضمان الحضور المستمر للفرق الفنية للتدخل السريع لإصلاح الأعطاب على مدار الساعة.

للإشارة يبلغ العدد الجملي للحرفاء المرتبطين بشبكة الكهرباء من مختلف الفئات، وفق المعطيات المحينة الصادرة عن “الستاغ”، 4.5 مليون حريف، موزعين على 50 إقليم تابع للشركة و103 وكالة تجارية تضم جميعها 13 ألف و490 عونا.

زر الذهاب إلى الأعلى