سليديرمقالات

الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للسينما البيئية بقابس: رحلة فنية توعوية تجمع بين البيئة والسينما

مبروكة خذير – كوسموس ميديا

يسدل الستار اليوم الاثنين 11 ديسمبر 2023، عن الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للسينما البيئية في قابس.

وبالعودة الى فعاليات المهرجان فقد انطلقت الدورة في إطار حفل بهيج، حيث شهدت مدينة قابس حركية سينمائية خلال الأيام الأخيرة تحت شعار “حلم ويستمر”.

وقد استعرض المهرجان في يومه الافتتاحي مجموعة من الأفلام التي تسلط الضوء على استنزاف الموارد الطبيعية كما شاهد الجمهور اعمالا فنية للتوعية بالمخاطر التي تهدد البيئة.

تميز حفل الافتتاح بحضور جماهيري غفير وأجواء شبابية، حيث جاء الحدث في إحدى نزل مدينة قابس في الثامن من ديسمبر 2023.

كما تم التركيز على تعزيز الوعي المجتمعي وتعريف المجتمع المحلي بالقضايا البيئية والاجتماعية الملحة.

وتشهد هذه الدورة مشاركة واسعة من نجوم السينما وممثلي القطاع الفني والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، وتحولت قابس بفضل هذه التظاهرة الى منصة للالتقاء بين السينما والفنون والجمهور المدافع عن البيئة.

وقد أعطى السيد فؤاد كريم، رئيس المهرجان و قال في تصريح له لمنصة كوسموس ميديا ان المهرجان يعد نافذة للصغار و الشباب و أهالي قابس للاطلاع على تجارب سينمائية قادمة من عديد الدول في العالم العربي و افريقا الى جانب البلد المضيف تونس. كما أضاف ان المهرجان في دورته الخامسة يجسد عبرالأفلام المشاركة قوة السينما في تشكيل وعي الجماهير وفتح نوافذ لفهم التحديات البيئية.

وجاءت عشرات الأفلام المشاركة منغمسة في قضايا التغير المناخي والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي، حيث تقدم تجارب سحرية تأخذ الجماهير في رحلة لا تنسى.

يشمل برنامج المهرجان 25 فيلمًا يتناول قضايا البيئة والحلول الممكنة والتنمية المستدامة.

وتتخذ فعاليات المهرجان موقفًا فريدًا بدمج أفلام من إنتاج الأطفال، ما يسلط الضوء على دور الأطفال كحراس للبيئة وسفراء للتوعية.

هذا وقد تم تنظيم لجنة تحكيم دولية تضم مخرجين ونقادًا وممثلين، برئاسة الفنانة وحيدة الدريدي.

وكانت مسابقات المهرجان قد استقبلت في البداية ترشح 156 فيلمًا، تم اختيار 36 منها للمشاركة، بما في ذلك 12 فيلمًا تونسيًا، ومشاركة فعالة من الدول العربية والعالمية.

وفي حديث لها مع منصة كوسموس ميديا تحدثت سمية الطمني مديرة المهرجان عن الورشات و الاشغال الموازية لعروض الأفلام حيث استمتع الأطفال من مدينة قابس خلال نهاية الأسبوع بورشات قدمت تجارب من المجتمع المدني تعنى بالأطفال في علاقة بالبيئة و قالت سمية الطمني ان هذه العروض الفنية تعكس رؤية شاملة للبيئة اذ يعتبر المهرجان منذ انبعاثه سنة 2014 منبرًا ثقافيًا محليًا ودوليًا يعزز الحوار والنقاش حول قضايا البيئة ويدعم إنتاج الأفلام التوعوية.

اليوم الثاني للدورة الخامسة للمهرجان الدولي للسينما البيئية بقابس شهد استمرار الفعاليات في جو رائع، بحضور عدد من نجوم السينما وصناع المحتوى السينمائي. تميزت هذه الدورة بانطلاق عروض الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية.

بعد مرور خمس سنوات على إطلاق المهرجان، يظهر بوضوح تطوره وتميزه كمنصة فريدة للتعبير عن تجارب وخبرات صناع الأفلام في مجال البيئة. يسعى المهرجان إلى نشر الوعي الثقافي والبيئي ومناقشة التحديات البيئية، خاصةً بين الشباب.

تجمع السينما في هذا المهرجان كمحور للدفاع عن البيئة، حيث تكون الكاميرا وسيلة لتوثيق الانتهاكات التي يرتكبها الإنسان ضد الطبيعة. يشارك المخرجون في هذا الدفاع، حيث تمثل السينما صوتًا للطبيعة والتحولات البيئية والمناخية.

واذ تمثل السينما روائية كانت او وثائقية وسيلة تعبير عن الانتهاكات الجسيمة للبيئة الا انها أيضا بداية الحل بالنظر الى ما تطرحه الأفلام من حلول للتصدي للتحديات البيئية.

ضمن هذا الإطار كانت سلطنة عمان حاضرة بقوة في فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان الدولي للسينما البيئية بقابس، حيث حضر المخرج وصانع الأفلام العماني عبد الله الرئيسي بفيلمه طيور الجنة الذي يتناول قضية منطقة رطبة في سلطنة عمان فيها طيور مهاجرة نادرة ويوثق الفيلم جهود حمايتها والحفاظ على التنوع الايكولوجي داخلها.

وقال الرئيسي في حوار له مع منصة كوسموس ميديا: “نحن نريد فعلا ان ننشر التجارب السينمائية العمانية التي بدأت تتجه نحو العناية بالزوايا البيئية. لدينا اليوم رصيد طبيعي زاخر ونريد ان يكون ثروة نحافظ عليها لذلك نحن نغطي العديد من القضايا البيئية لمعاضدة جهود الدولة للحفاظ عليها..”

كما شملت البرمجة محاضرات حول التنمية المستدامة والزراعة والمياه والتلوث والانحباس الحراري والمناخ والسياحة البيئية.
هذا ويذكر ان كوسموس ميديا كانت حاضرة في فعاليات هذه النسخة الخامسة بفيلم الأحمر “الأحمر”: فيلم وثائقي استقصائي بيئي يتتبع مسار المرجان الأحمر من الإنتاج في أعماق البحار في مدن تونسية وصولا الى مرحلة التصدير والتصنيع في إيطاليا.

فيلم يكشف عن شبكات تهريب دوليّة تساهم في استنزاف هذه الثروة الحيوانيّة البحريّة بما يمس من التنوع البيولوجي البحري في منطقة المتوسط. شهادات حيّة تتقاطع من تونس مرورا بالجزائر في اتجاه إيطاليا وتلتقي جميعها في نقطة واحدة: المرجان ذهب احمر تمتد نحوه ايادي الطامعين داخليا وخارجيا، ثروة غير مثمّنة في تونس تحتاج المزيد من الرقابة والحماية لأنها ملك أجيال قادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى