سليديرمقالات

المخيم البيئي بجزيرة قرقنة: منطقة رطبة وبيئة هشة  

اختتمت أمس الأحد 30 جويلية 2023، فعاليات المخيم البيئي العلمي، الذي انتظم في دورته الأولى بشط الخليج من جزيرة قرقنة تحت شعار “قرقنة أمانة بين يديك احميها ترحب بيك”، والذي استمر على امتداد ثلاث أيام.

وقد سهرت على تنظيمه كل من جمعية قنطرة انقذو الأرض بالشراكة مع جمعية الكشاف التونسي وكانت كوسموس ميديا شريكا اعلاميا فاعلا من خلال التغطية وتنشيط عدد من الورشات في الصحافة البيئية وصحافة الجوال.

فعاليات المخيم العلمي

ويهدف هذا المخيم إلى تأهيل وتكوين الوعي البيئي لدى الأطفال وتنمية سلوكهم المعرفي للمحافظة على البيئة وحماية المحيط البري والبحري لجزيرة قرقنة.

وقالت رندة الماجري الممثلة لجمعية “قنطرة انقذو الأرض” في تصريح لـ كوسموس ميديا: “هذا المخيم هو مخيم بيئي علمي في نسخته الأولى وهو فرصة للشباب والأطفال لتنمية معارفهم وتوعيتهم وتحسيسهم بضرورة المحافظة على نظافة المحيط والحد من استعمال المواد البلاستيكية للمحافظة على البيئة داخل جزيرة قرقنة باعتبارها منطقة رطبة تزخر بالتنوع البيولوجي، وذلك من خلال ورشات متنوعة فنية وعلمية  داخل المخيم كورشات إعادة التدوير والمسرح والرسم”. وهو ما يمكن أن يساهم في تغيير محيطنا إلى الأفضل وفي تقديرها.

ورشات تعنى بالبيئة والتنمية المستدامة

بالعودة إلى تفاصيل المخيم فقد تضمن اليوم الأول عددا من الورشات المتنوعة منها ورشة إعادة تدوير وتثمين النفايات والتي اعتبرتها مدربة الورشة رئيفة الصخيري فرصة موجهة للأطفال لتوعيتهم بأهمية إعادة تدوير النفايات المرمية في الطبيعة من أغطية بلاستيكية وعلب معدنية وتحويلها إلى إكسسوارات وتحف فنية.

ملاك سهل إحدى المشاركات في المخيم البيئي العلمي وهي المرة الأولى التي تشارك فيها في مثل هذه المخيمات سعيدة بتواجدها داخل المخيم. وقد قالت ملاك معبرة عن هذه المغامرة: “أنا سعيدة بمشاركتي واستفدت الكثير من الأشياء فقد تعلمنا في ورشة السلحفاة البحرية أنه لا ينبغي إلقاء المواد البلاستيكية في البحر، فالبلاستيك يضر بالمحيط وبالكائنات البحرية، ويمكن أن تعتقدها السلاحف البحرية قناديل بحر عندما تأكلها تتسبب لها في الاختناق”.

فيما اعتمدت ورشة النخلة مجموعة من الألعاب لتعريف الأطفال بالمنتجات التي يمكن استخراجها من شجر النخيل والتي تعرف بها جزيرة قرقنة وخاصة منها درينة العرجون والقفة والمظلة وكذلك مشروب اللاقمي الذي يتم استخراجه من لب النخيل

وقدّمت الورشة أيضا للأطفال جملة من المفاهيم البيئية منها آثار الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، إضافة إلى المخاطر التي تتعرض لها السلحفاة البحرية المهددة بالانقراض والتوعية بضرورة المحافظة على نظافة المحيط والحد من استعمال المواد البلاستيكية  .

فيما قدمت ورشة المسرح جملة من الحكايات القصيرة من تأليف المشاركين قصد التحسيس بمخاطر إلقاء النفايات في الطبيعة على الإنسان وكل الكائنات الحية والمنظومة البيئية عامة.

كان ذلك إلى جانب عدد من الورشات الأخرى التي تعرّف بالثروات التي تزخر بها جزيرة قرقنة باعتبارها منطقة رطبة ذات تنوع بيولوجي كبير.

صحافة الجوال والصحافة البيئية

ولم يقتصر المخيم على ورشات إعادة التدوير والمسرح بل تضمّنت التظاهرة أيضا ورشة تدريبية في الصحافة البيئية باعتماد صحافة الجوال بتأطير من المدربة الدولية في مجال تطوير وسائل الإعلام مبروكة خذير.

أفلام بيئية

وفي الفترة المسائية تم عرض أفلام  وثائقية  بيئية من إنتاج كوسموس ميديا توثق المشاكل البيئية التي تعاني منها جزيرة قرقنة “عرجون البقاء و”شباك النفط” والتي لاقت إعجابا كبيرا من المشاهدين .

مثلت هذه التظاهرة فرصة لرفع مستوى الوعي البيئي لدى الأطفال المشاركة أجل بيئة خالية من التلوث ومستدامة للأجيال القادمة علهم يغيرون الواقع البيئي الصعب الذي تعيش على وقعه جزيرة قرقنة.

ويذكر  أن جزيرة قرقنة المصنفة منطقة رطبة “رامسار” (معاهدة دولية للحفاظ المستدام للمناط الرطبة) تفرز كميات ضخمة من الفضلات البلاستيكية تصل سنويا إلى 7 ألاف طن.

زر الذهاب إلى الأعلى