أمل الصامت – كوسموس ميديا
فاز الفيلم الوثائقي البيئي الاستقصائي “الأحمر” (The Red) بجائزة الواحة الذهبية ضمن الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للسينما البيئية بقابس الذي اختتمت فعالياته يوم 11 ديسمبر الجاري بعد أن استمرت لأربعة أيام تحت شعار “في السينما أكثر من حياة”، وذلك بمشاركة 35 فيلما.
ولخصت لجنة التحكيم المعايير التي قادتها لإسناد الجائزة الأولى لفيلم “الأحمر” للمخرجين الشقيقين مبروكة ورشدي خذير في أنه “كان فيلما متكاملا فنيا وتقنيا”.
من جهتها اعتبرت مخرجة الفيلم الصحفية مبروكة خذير أن هذا التتويج كان مستحقا رغم المنافسة القوية التي فرضتها عديد الأفلام المشاركة في المهرجان، لافتة إلى أن الأحمر فرض نفسه تقنيا وفنيا وأيضا على مستوى الفكرة والمجهود الذي تطلبته من أجل التنفيذ على مدى أشهر من العمل من قبل فريق العمل.
وتابعت بالقول: “رغم كل التعب الذي تطلبه إنجاو هذا العمل إلا أن هذا التتويج المشرف جدا محفز قوي للمضي قدما في إنتاج المزيد من الأفلام الوثائقية التي تعنى بالبيئة والتنمية المستدامة لما تعانيه بيئتنا من انتهاكات على عديد المستويات ومختلف الزوايا التي يمكن تناولها بطريقة سينمائية فنية سواء روائيا أو وثائقيا”.
وعبرت مخرجة “الأحمر” مبروكة خذير، في تصريح لكوسموس ميديا، عن سعادتها لا بالتتويج فقط وإنما لأنها استطاعت أن تثبت من خلال هذا العمل أنه بإمكاننا إنتاج أعمال فنية بيئية ذات جودة وتخلق تنافسية عالية بالنظر إلى قيمة الأفلام التي شاركت في المسابقة، وفق تقديرها.
وأشارت في هذا السياق، إلى أنه من المشرف أن يتم تتويج عمل تونسي في مهرجان دولي يقام في تونس وفي مدينة تفننت منذ سنوات في العمل على إقامة تظاهرات وإنتاج أفلام تعنى بالبيئة، مشيدة بمجهودات فريق العمل في كوسموس ميديا الجهة المنتجة لفيلم “الأحمر” بالشراكة مع شبكة صحافة الأرض.
بدوره، عبّر مخرج الفيلم رشدي خذير عن فخره بالتتويج الذي يرى أنه كان مستحقا بالنظر إلى المجهود الذي بُذل فيه، إذ تطلبت بعض المشاهد الغوص على عمق أكثر من 100 متر لتتبع الشعاب المرجانية وإبراز كيف قضى الصيد العشوائي لهذه الثروة البحرية على الشعاب التي كانت تعيش في عمق لا يتجاوز الخمسين مترا مما صعب المهمة على الغواصين الذين يشتغلون وفق القانون على صيد المرجان الأحمر التونسي.
هذا وأثنى محدّث كوسموس ميديا على مجهودات الحرس والديوانة التونسيين التي عاضدت مجهودات فريق عمل فيلم “الأحمر” في محاولة فكّ شفرات مسالك تهريب المرجان الشبيهة بقضايا تهريب الممنوعات والمخدرات، وفق تقديره.
وتابع بالقول: “إن العمل على هذه القضية المهمة كان تحديًا كبيرًا، إذ مرّ بعديد المراحل وتطلّب جهدا أكبر في كل مرة، حيث عرف التصوير والمونتاج تحويرات متتالية كانت تفرض نفسها كلما تم اكتشاف حيثيات جديدة تخدم الاستقصاء الذي سعى وراءه الأحمر”.
ويعتبر “الأحمر” إسهامًا هامًا في تسليط الضوء على قضية مهمة وحساسة تتعلق بتهريب المرجان عبر مسارات غير قانونية بين تونس وإيطاليا مرورا بالجزائر من خلال تتبع مسار المرجان الأحمر من الإنتاج في أعماق البحار في مدن تونسية تتوزع بين بنزرت وطبرقة والحدود التونسية الجزائرية البحرية وصولا إلى مرحلة التصدير والتصنيع في إيطاليا.
ويسعى “الأحمر” إلى الكشف عن شبكات تهريب دوليّة تساهم في استنزاف هذه الثروة الحيوانيّة البحريّة بما يمسّ من التنوع البيولوجي البحري في منطقة المتوسط.
ولم يكن هذا الفيلم الوثائقي مجرد فرصة للتوعية بقضية تهريب المرجان بل أيضًا مناسبة للتفكير في الحلول المستدامة والتعاون الإقليمي والدولي لحماية البيئة البحرية والحفاظ على التنوع البيولوجي، من خلال عديد الجوانب التي تم العمل عليها على غرار الصورة والنص والبحث بالاعتماد على فريق متكامل بالتعاون بين المنصة الإعلامية البيئية كوسموس ميديا وشبكة صحافة الأرض.
تجدر الإشارة إلى أن الجائزة الأولى منحت إلى عملين “الأحمر” و”بحالي بلشت لصفر نفايات” للمخرج اللبناني ايلي نمري، كما تحصل على الجائزة الثانية (الواحة الفضية) فيلم “قطرات الندى” للمخرجة الايطالية باربارا سماري مناصفة مع فيلم “باكدي ” للمخرج المغربي صالح بوفلاح، أما الجائزة الثالثة (الواحة البرونزية) فذهبت لفيلم “بنت جبل” للمخرجة التونسية هالة البرقاوي مناصفة مع فيلم “Depotoir” للمخرج السينغالي “دودو ديوب”.