سليديرمقالات

“إنجاز تونس”: برامج تكوينية موجّهة للأطفال والشباب في الاقتصاد الدائري وريادة الأعمال.. وتجربة سبّاقة عربيّا ضمن مشروع “ريسيت”

اعتبر المدير التنفيذي لجمعية إنجاز تونس عبد الله بن عبد الله أن ريادة الأعمال هي المخرج الوحيد للأزمة التي تعيشها تونس على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي باعتبار البطالة الموجودة والتي تؤثر وجوبا على استقرار المجتمع والاقتصاد التونسيين، وفق تقديره.

وأفاد بن عبد الله في تصريح لـ”كوسموس ميديا” على هامش مائدة مستديرة نظمتها جمعية إنجاز تونس يوم 17 مارس الجاري بمقر المعهد العربي لرؤساء المؤسسات، حول “الاقتصاد الدائري وريادة الأعمال ودوره في خلق مواطن شغل خضراء ومدى أهميته في تحقيق التنمية المستدامة”، بأن برامج الجمعية تقوم على تكوين الناشئة منذ المرحلة الابتدائية على مفاهيم ريادة الأعمال على غرار “برنامج الشركة” الذي يدرب الشاب على كل مراحل بعث الشركات من الفكرة إلى التمويل إلى الهيكلة إلى التوجهات الاستراتيجية للشركة…

واستدرك بالقول: “لكن رغم وصول هذا البرنامج سنويا إلى ما بين 50 ألف و60 ألف شابا وشابة حول العالم إلا أنه يقتصر على الاقتصاد الخطي القائم على قاعدة “استغل، انتج، ارم”، إلا أن الأزمات المناخية الحاصلة تستوجب علينا التفكير في اقتصاد يشتغل وفق مبدإ المحافظة على الأرض ومصالح الأجيال القادمة، وهو ما تعمل على تحقيقه جمعية إنجاز تونس، في جميع برامجها وتحديدا من خلال برنامج “ريسيت” الممول من الاتحاد الأوروبي”.

ويتمثل دور إنجاز تونس في هذا البرنامج الذي يضم 4 دول أخرى (اسبانيا وإيطاليا ولبنان وفلسطين) في تكوين الشباب في كل ما يتعلق بالاقتصاد الدائري أو ما يسمى أيضا بالاقتصاد الأخضر الذي يكرس لبعث مشاريع يكون فيها الانتاج والمنتوج صديقين للبيئة وبالتالي لا نجد منتوجات ترمى في المستقبل وإنما مصنعة بطريقة تجعلها قابلة للرسكلة وإعادة التدوير، حسب ما أفاد به محدثنا.

وأشار السيد عبد الله بن عبد الله في هذا السياق، إلى أن جمعية إنجاز تونس كانت سباقة في تفعيل هذا البرنامج على المستوى العربي باعتبار أن شبكة إنجاز العربية تمتد من المحيط إلى الخليج، في انتظار تعميم التجربة على كامل المنطقة من خلال هذه الشبكة ومن خلال النموذج التونسي تحديدا، وذلك من أجل ترسيخ ثقافة الممارسات الصديقة للبيئة سواء على مستوى الانتاج أو الاستهلاك.

وحيث يتمثل دور جمعية إنجاز تونس في تعميم ثقافة الريادة بالأساس، فإنها تركز على 3 نقاط رئيسية مجسدة في التحسيس وهو يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحملات معينة في المدارس والمعاهد والمحيط الشبابي عموما، وهناك التكوين من خلال برامج تكوينية محددة من خلال ندوات وتربصات وتأطير من قبل مختصين، ثم المرافقة والمتابعة لكل من تمتع بالتكوين.

وفي إجابة على سؤال “كوسموس ميديا” بخصوص الشروط أو المواصفات الموضوعة ليقع الاختيار على من يمكنهم الانتفاع ببرامج “إنجاز تونس”، أكد المدير التنفيذي المتطوع صلب الجمعية عبد الله بن عبد الله أن الأمر لا يقوم على الاختيار بتاتا بل إن الجمعية تعمل على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال والشباب في كامل تراب الجمهورية لتعليمهم كيفية بعث مؤسسات تحترم البيئة وتقوم على الاقتصاد الدائري.

من جانبها أفادت مديرة المشاريع بالجمعية والمديرة التسييرية لمشروع “ريسيت” بتونس ميساء بن برينيس، بأن جمعية “إنجاز تونس” تمكنت منذ سنة 2010 من الوصول إلى 335 ألف منتفع ببرامجها من بينهم 58% من النساء والفتيات علما وأن الشرائح العمرية المستهدفة تنطلق من 8 سنوات وهناك نية إلى أن تصل إلى 5 سنوات.

تجدر الإشارة إلى أن المائدة المستديرة تضمنت عرض تجارب مشاريع فلاحية ناجحة وإبراز مساهمتها في إنجاح الاقتصاد الدائري وكذلك تقديم تجارب شبابية لمشاريع ناشئة.

واختتمت الاشغال بورشات وتوصيات بضرورة ترسيخ مبدأ الاقتصاد الأخضر والأعمال الريادية وبمزيد تحسيس الناشئة بالمدارس لتبني السلوك البيئي والتصرّف السليم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتفعيل مفهوم الاقتصاد الدائري وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة.

يذكر أن “ريسيت” (RESET) هو مشروع أوروبيّ انطلق سنة 2022، خاصّ بالمؤسّسات الخضراء والمستدامة في المنطقة المتوسطيّة وهو يهدف أساسا إلى تحفيز الآثار الاقتصادية والبيئية والاجتماعية الناجمة عن المشاريع الخضراء والدائرية من خلال بناء القدرات وتطوير النظم الإيكولوجية الداعمة على المستوى المحلي والوطني والإقليمي.

وهو مشروع مموّل من الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج التعاون عبر الحدود في حوض البحر الأبيض المُتوسط للآلية الأوروبية للجوار يشرف على إدارته خمسة شركاء في بلدان مختلفة من جنوب وشمال حوض البحر الابيض المتوسّط.

وإضافة إلى المركز الاقليمي للأنشطة بشأن الاستهلاك والإنتاج المستدامين، تشارك أطراف أخرى في المشروع على غرار جمعيّة بيوند اللبنانيّة ومصلحة الخدمات التربويّة والعلميّة في جامعة فلورانس الايطاليّة ومنظمة Leaders فلسطين ومنظمة انجاز التّونسيّة.

كما يعدّ مشروع RESET سبعة شركاء في بلدان مثل اسبانيا واليونان بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة للبيئة/ خطّة عمل البحر الأبيض المتوسّط لاتفاقية برشلونة ومركزها الاقليمي للأنشطة بشأن الاستهلاك والإنتاج المستدامين أو جامعة كاتالونيا المركزيّة.

تغطية صحفية: أمل الصامت

زر الذهاب إلى الأعلى