أمل ستيتي – كوسموس ميديا
تحت عنوان “الانتقال الايكولوجي فرص لقطاع البناء.. فرص لتونس”، انعقد معرض البناء الايكولوجي في دورته السادسة عشرة يومي 28 و29 فيفري 2024 بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بتونس.
هذا المعرض الذي نظمته مؤسسة الاستشارة والأعمال تحت اشراف وزارة التجهيز والاسكان ووزارة البيئة يهدف أساسا إلى تعزيز الوعي بمزايا البناء الايكولوجي الذي يرتكز على استخدام مواد صديقة للبيئة وتقنيات بناء موفرة للطاقة.
ويرى المشاركون في المعرض أن هذا الانتقال ضروري لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجهها تونس، مثل التغيرات المناخية وأزمة الطاقة.
وأوضح المهندس المعماري ومدير المشاريع بعقارية قلولو مروان علاڨ، في تصريح لكوسموس ميديا، أن أساس البناء الايكولوجي هو التخفيض من انبعاثات الكربون والغازات الملوثة مثل ثاني أكسيد الكربون من خلال اعتماد مواد أولية تكون محلية ولا تعتمد على مواد مضافة تكون موردة من الخارج، مشيرا إلى أنه ورغم عدم توفر مادة الخشب بكثرة فإن بناءاتنا الإيكولوجية تستطيع أن تركز على الجبس والجير خاصة في البناءات الداخلية إذ تعوض الآجر.
فرص الاستثمار والابتكار
يُعدّ البناء الايكولوجي مجالًا ذا فرص واعدة للاستثمار والابتكار. فقد عرضت العديد من الشركات خلال المعرض منتجات وخدمات جديدة تدعم هذا المجال، مثل مواد البناء الايكولوجية والأنظمة الشمسية، كما شهدت التظاهرة تنظيم ورشات عمل وسلسلة من المحاضرات قدمها خبراء ومهنيون في مجال البناء الايكولوجي أو بما يعرف بالبناء الأخضر كان محورها
البناء المقتصد والرشيد في استهلاك الطاقة، تم من خلالها تسليط الضوء على ميزات هذا الميدان وتوفير جملة من العروض للمواد والحلول الجديدة، من منتجات، وخدمات وحلول تقنية تحترم البيئة وتحافظ عليها وتساهم في التحكم في الطاقة.
وتسعى وزارة التجهيز والإسكان إلى بلوغ بناءات ذات صفر انبعاثات كربونية في أفق 2050، معتمدة في ذلك على استراتيجية متكاملة تتعلق بالانتقال نحو البناء الإيكولوجي، على غرار إجراء تنقيحات في كراس الشروط بالنسبة للمصممين المشاركين في المشاريع العمومية ووضع دليل للمواد الحديثة في البناء الأخضر…
ومن بين هذه المواد الحديثة كشف المعرض عن نوع من الآجر الإيكولوجي. كوسموس ميديا التقت مدير التسويق للشركة المنتجة لهذا الآجر منير مجيد والذي أوضح كيف يتم تحويل التراب المضغوط إلى آجر يعوض الآجر العادي دون احتوائه لأي مواد كيميائية وهو أقل تكلفة.
وأكد مجيد أن هذا النوع من الآجر بدأ يأخذ مكانه في البناءات الصديقة للبيئة ويعوض الأجر العادي بعد أن لقى رواجا لدى المواطنين والمهندسين المعماريين والباعثين العقاريين…
يعد البناء الايكولوجي حلا هاما للعديد من التحديات التي تواجهها تونس. ويرى المشاركون في المعرض أن هذا المجال يشهد نموًا متسارعًا، وله مستقبل واعد في بلادنا، إلا أنه في المقابل يواجه بعض التحديات، من أهمها ارتفاع تكلفة بعض المواد والتقنيات، بالإضافة إلى نقص الوعي لدى المواطنين والمستثمرين بمزاياه البيئية والاقتصادية.