سليديرمقالات

الخطر الداهم: الانجراف البحري يهدد السواحل التونسية

تقف تونس اليوم أمام خطر داهم يهدد جزءًا هامًا من أراضيها وسواحلها التي كانت على مدار عقود رمزا للجمال الطبيعي والسياحي، حيث أصبح الانجراف البحري شبحًا يُطارد السواحل التونسية، مهددًا التوازن البيئي والتنمية السياحية والاقتصادية.

وبينما تتفاقم هذه الظاهرة بفعل التغيرات المناخية والتوسع العمراني المفرط، تتسابق الجهود الوطنية والدولية لإيجاد حلول عاجلة ومستدامة تنقذ ما تبقى من شواطئ تونس الذهبية لحمايتها من التآكل المستمر.

الانجراف البحري للسواحل التونسيّة محور جلسة عمل وزارية بمشاركة دولية

يوم الخميس 13  فيفري 2025 ، أشرف وزير البيئة حبيب عبيد في زيارة رسمية إلى مقر وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي على جلسة عمل خصصت لمتابعة مشاريع حماية الشريط الساحلي التونسي من الانجراف البحري.

وشهدت هذه الجلسة حضور سفيرة مملكة هولندا بتونس السيّدة “جوزفين فرانتزان”  Josephine Frantzen، والمكلف بالتعاون والتنمية بسفارة ألمانيا الاتحادية  بتونس “سامويل جارماين”  Samuel Germain، و ممثلين عن المؤسسة الألمانية KFW للقروض من أجل إعادة الإعمار والمؤسسة الهولندية INVEST INTERNATIONAL  “انفست العالمية“.

الانجراف البحري: دعم دولي لتمويل مشاريع الحماية 2025-2030

خلال الجلسة، استعرض وزير البيئة الوضع الحالي للشريط الساحلي، مشيرًا إلى التدخلات المنجزة حتى الآن. إضافة الى برنامج التدخل المعتمد لمواصلة استصلاح الشواطئ وتهيئة الفضاءات الساحلية العامة. كما عبّر الجانب الهولندي عن استعداده لتمويل المشاريع المبرمجة للفترة 2025-2030، بما في ذلك حماية واستصلاح سواحل بنزرت، سوسة، المنستير، جربة، والمنطقة الممتدة من بني خيار إلى ياسمين الحمامات.

دراسات وتوصيات لمواجهة الانجراف البحري في الوطن القبلي

في اجتماع سابق بمقر ولاية نابل، عُرضت دراسة أنجزت في إطار التعاون التونسي-الألماني لمناقشة الحلول الفنية المقترحة لحماية شواطئ الوطن القبلي وضمان ديمومتها. الدراسة، التي بلغت مراحل متقدمة، شملت 5مناطق من ميناء بني خيار إلى الحمامات الجنوبية على طول 32 كلم، وقدمت 9 فرضيات وحلول مستدامة لمواجهة الانجراف البحري.

الانجراف البحري: إنجازات هامة ومشاريع في الفترة 2013-2024

 تجدر الإشارة إلى أنه تم خلال الفترة 2013 -2024 إنجاز مشاريع حماية وإصلاح لحوالي 35 كلم من السواحل، شملت جزر قرقنة، الرفراف، سوسة، حمام الشط، سليمان، وجرجيس، الى جانب استصلاح الكثبان الرملية الساحلية في طبرقة- الديماس بالمنستير، المهدية وجرجيس.

تحديات التمويل: تونس ضمن الأكثر تضرراً عالميًا وفق البنك الدولي

رغم أهمية الدراسة التي أعدتها وزارة البيئة لحماية شواطئ الوطن القبلي وضمان ديمومتها، إلا أن كلفة الحلول المقترحة تمثل تحديًا كبيرًا، حيث تتراوح تكلفة حماية 500 متر من شواطئ نابل بين 21   و37 مليون دينار.  كما أن التوسع العمراني الكبير في الوطن القبلي يُفاقم مشكلة الانجراف. وهو ما يستدعي تظافر الجهود لإيجاد التمويلات اللازمة.  

 في هذا الإطار كشف البنك الدولي في تقارير سنة 2023 أن تونس من بين أكثر البلدان تضررًا من الانجراف البحري عالميًا، حيث يقدّر طول الشريط الساحلي المتضرر بنحو 260 كلم من مجموع 670 كلم من الشواطئ الرملية، مع توقعات بأن تبلغ كلفة التدخلات 1373 مليون دولار حتى سنة 2030 وأكثر من 2300 مليون دولار للفترة 2030-2050 .

ريهام دجبي / كوسموس ميديا 

شاهد أيضا: الحشرة القرمزية: خطر يهدد التين الشوكي في تونس.. واستلهام من تجربة المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى