سليديرمقالات

الزلازل في تونس وتأثيراتها على البيئة والمحيط

تحليل للمخاطر والتحديات

تعتبر الزلازل واحدة من أبرز الكوارث الطبيعية التي تهدد الأرض وسكانها، إذ تحدث نتيجة لحركة الصفائح التكتونية التي تخلق اهتزازات أرضية قد تكون مدمرة.

في تونس و بالرغم من كونها بعيدة عن بعض البؤر الزلزالية الرئيسية مثل تلك الموجودة في المحيط الهادئ، إلا أن الزلازل تحدث بين الحين والآخر، مما يثير القلق بشأن تأثيراتها على البيئة والمحيط .

الزلازل في تونس:

سجّل المعهد الوطني للرصد الجوي خلال النصف الاول من شهر فيفري 2025 أربع رجّات أرضية متزامنة ، كانت أقواها في منطقة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد حيث بلغت شدتها 4.1 درجة على مقياس ريشتر و هو ما سبب هلعا في صفوف المتساكنين.

و وفقاً للمعهد، تم تسجيل هذه الرجات الأرضية في مناطق مختلفة مثل المحرس بقوة 2,7  درجات ، السند بقوة 2,2  درجات، وغار الدماء بقوة2,5 درجات، ما يعكس نشاطاً زلزالياً متجدداً في مناطق جيولوجية نشيطة. و قد أكّد المعهد الوطني للرصد الجوي أن الزلزال الذي حصل في المكناسي بمقدار 4.1 درجة يُعتبر زلزالاً معتدلاً، و قد تسببت في بعض الأضرار الطفيفة للمباني القديمة .

  تأثير الزلازل في تونس على البيئة والمحيط

في تونس، غالباً ما تؤدي الزلازل إلى تشققات في الأرض، مما قد يضر بالموارد الطبيعية مثل المياه الجوفية. كما أن النشاط الزلزالي قد يتسبب في تغييرات جغرافية في التضاريس، مثل انهيار الجبال أو انزلاق التربة، مما يؤثر بشكل غير مباشر على البيئة المحيطة. بالإضافة إلى ذلك، قد تشكل الزلازل تهديداً للأنظمة البيئية البحرية، خصوصاً إذا تزامنت مع ظواهر أخرى مثل تسونامي.

في تونس، غالباً ما تؤدي الزلازل إلى تشققات في الأرض، مما قد يضر بالموارد الطبيعية مثل المياه الجوفية. كما أن النشاط الزلزالي قد يتسبب في تغييرات جغرافية في التضاريس، مثل انهيار الجبال أو انزلاق التربة، مما يؤثر بشكل غير مباشر على البيئة المحيطة. بالإضافة إلى ذلك، قد تشكّل الزلازل أيضا تهديداً للأنظمة البيئية البحرية، خصوصاً إذا تزامنت مع ظواهر أخرى مثل تسونامي.

أما في البحر المتوسط والذي يُعدّ حوضه الشرقي من أكثر المناطق المعرضة لهذا النوع من الكوارث الطبيعيّة فإن تأثيرات الزلازل القوية في هذه المناطق يمكن أن تمتد إلى سواحلها، مما يزيد من خطورة الموجات العاتية.

و تعتبر أكثر المواقع المهددة بالزلازل القوية و التسونامي في البحر الأبيض المتوسط هي جزر كريت اليونانية و صقلية الايطالية الواقعة على حدود صفيحتي إفريقيا و إيروآسيا و سواحل اليونان و تركيا و جنوب ايطاليا .

هل هناك خطر من التسونامي في تونس؟

بينما تُعد الزلازل في البحر المتوسط سبباً رئيسياً لموجات التسونامي، إلا أن تونس ليست من المناطق الأكثر تعرضاً لهذه الظاهرة. فالتسونامي عادةً ما يحدث نتيجة لزلزال عنيف يتجاوز 7 درجات على مقياس ريشتر، وتحدث تأثيراته المدمرة عندما تضرب أمواجه السواحل المنخفضة. وقد سجّل البحر المتوسط عدة حالات تسونامي تاريخية، مثل كارثة تسونامي 365 ميلادي التي ضربت منطقة البحر الأبيض المتوسط، إلا أن هذه الظاهرة نادرة في سواحل تونس. وفي حال وقع تسونامي في البحر المتوسط، فإن تونس قد تشهد بعض التأثيرات في حال كانت موجات المد قويّة جداً، ولكن ذلك يحدث نادراً.

أهمية الوعي والتحضير لمواجهة الزلازل والتسونامي

شهدت تونس عدة زلازل مدمرة أبرزها زلزال تونس الكبرى سنة 1857 ما يعكس تاريخا من التهديدات الطبيعية التي يجب الاستعداد لمواجهتها وعلى الرغم من أن خطر التسونامي في تونس ضئيل، إلا أن النشاط الزلزالي الذي شهدته بعض المناطق مثل المكناسي والمحرس يُظهر الحاجة الملحة إلى تعزيز الوعي والتأهب لهذه الظواهر الطبيعية.

ختاما يجمع الخبراء على السلطات المعنية عليها أن تواصل متابعة الأنشطة الجيولوجية وتحديث خطط الطوارئ للتقليل من الخسائر البشرية والمادية ، إذ من المهم أن يتم اتخاذ إجراءات وقائية على جميع المستويات، مثل بناء المباني المقاومة للزلازل في المناطق الأكثر تعرضاً، وتوعية السكان حول كيفية التصرف في حالة حدوث زلازل أو تسونامي. كما يجب أن يتم الاستثمار في أبحاث متقدمة لرصد الزلازل بشكل أدق، مما يتيح الاستجابة السريعة والفعالة.

وبينما تظل تونس بعيدة عن بعض بؤر النشاط الزلزالي الأكثر خطورة، فإن النشاط الزلزالي المتزايد في بعض المناطق الداخلية يُعد دليلاً على ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية للتقليل من الأضرار المحتملة. وعلى الرغم من ندرة حدوث التسونامي في البحر المتوسط، يجب أن تظل السلطات في حالة استعداد دائم لمواجهة مثل هذه الكوارث، من خلال بناء خطط طوارئ فعّالة، وزيادة الوعي بين المواطنين حول سبل الحماية في مثل هذه الظروف.

ريهام دجبي / كوسموس ميديا 

زر الذهاب إلى الأعلى