كوسموس ميديا – بلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في تونس سنة 2021، 2.64 طنا متريا لكل فرد أي ما يعادل 31.8 مليون طن عموما، وذلك حسب ما ورد في موقع أطلس بيانات العالم.
وكان متوسط نصيب الفرد لسنة 2019، حسب ما ورد في بيانات البنك الدولي لا يتجاوز 2.5 طنا متريا وهو ما يعادل حوالي نصف نصيب الفرد على مستوى العالم والذي بلغ 4.4 طنا متريا.
ويعتبر ثاني أكسيد الكربون أهم غازات الدفيئة (غازات توجد في الغلاف الجوي تمتص الأشعة تحت الحمراء المرتدة من سطح الأرض بسبب ضوء الشمس، ويُقدر عدد أنواعها بأربعين نوعا) المنبعثة من الأنشطة البشرية بما في ذلك حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط، وصناعة الإسمنت، وإزالة الغابات، ويظل هذا الغاز في الغلاف الجوي لعشرات آلاف السنوات يحبس الحرارة من الإشعاع الشمسي، ويدفع نحو تغير المناخ.
وحذر العلماء، وفق ما نقله موقع الجزيرة، من أن مستويات ثاني أكسيد الكربون تمر بعتبة قد تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ما وراء المستوى “الآمن” الذي حدده المجتمع الدولي، مما يزيد من ارتفاع مستويات مياه البحار.
وتُظهر القراءات الأخيرة زيادة بنسبة 30% في تركيز ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي منذ بدء تسجيل القراءات عام 1958. وبلغ تركيز هذا الغاز في أول قياس 315 جزءا في المليون، في حين تجاوز تركيز ثاني أكسيد الكربون حاجز 400 جزء بالمليون للمرة الأولى عام 2013.
وقبل عام 1800 كان معدل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنحو 280 جزءا في المليون، الأمر الذي يظهر تأثير الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة البشرية منذ الثورة الصناعية.
ويعتقد العلماء أن العالم لم يشهد مطلقا ارتفاعا بمستويات ثاني أكسيد الكربون بمثل هذه السرعة أو الكثافة.
وتعتبر منظمة الأمم المتحدة أنه للحفاظ على مناخ صالح للعيش، يجب أن ينخفض متوسط انبعاثات الفرد سنويًا إلى حوالي 2 إلى 2.5 طن من مكافئ الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030.
وفي إطار التوجه العالمي للتخفيض من انبعاثات الغازات الدفيئة، تعمل تونس على تحقيق الحياد الكربوني، بحلول سنة 2050 وذلك قصد تطوير الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية والتي بدورها ستساهم في تحقيق جملة من الأهداف، من بينها تخفيض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون إلى 46% في قطاع الطاقة، وتقليص الكثافة الطاقية “Intensité Energetique” بنسبة 3.6% سنويا أي ما يقارب 30% في أفق 2035، وتأمين التزود بالطاقة ومزيد التحكم في العجز الطاقي تنمية الموارد الوطنية من المحروقات وذلك بتكثيف الاستكشاف.
وتقترح الأمم المتحدة 10 إجراءات للمساعدة في معالجة أزمة المناخ على غرار توفير الطاقة في المنازل، والمشي على الأقدام أو الدراجات أو وسائل النقل العمومي بدلا عن السيارات الفردية وتناول المزيد من الخضروات مقابل تقليل استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان، والتقليل من الرحلات الجوية والتقليل من هدر الأطعمة، والتقليل من المشتريات واللجوء لإعادة تدوير مقتنياتنا، واللجوء لمصادر الطاقة المتجددة واستخدام المركبات الكهربائية، واختيار المنتجات الصديقة للبيئة، إلى جانب المساهمة في التوعية بكل هذه الجوانب كل من موقعه.