إختتام الدورة الأولى من النسخة الثالثة من مبادرة “أيام الصحفيين سفراء الإنتقال الطاقي”

مبادرة “الصحفيين سفراء الإنتقال الطاقي” أُختتمت فعاليات دورتها الاولى ضمن النسخة الثالثة يوم الأربعاء 21 ماي 2025 . مبادرة  نظّمتها الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة بنزل قولدن توليب، بتونس العاصمة تحت شعار “المحاسبة الكربونية وإزالة الكربون في تونس” وقد إمتدت هذه الفعاليات على مدار يومين، الموافقين لـ21 و22 ماي.
تأتي هذه المبادرة في إطار تعزيز الشراكة بين الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة ووسائل الإعلام لدعم التّحول الطاقي في تونس.

دور الإعلام في الإنتقال الطاقي

شارك في الدورة مجموعة من الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام، سمعية و بصرية ومسموعة و مكتوبة و الكترونية، أين تلقوا تكوينا معمقا حول آليات المحاسبة الكربونية ودور الإعلام في دعم الإستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي.
وفي هذا السياق أشار المهندس بإدارة النجاعة الطاقيّة في القطاع الصناعي بالوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة، أيمن الصويعي، في مداخلته لكوسموس ميديا، إلى أن هذه الدورة تندرج في إطار دعم قدرات الصحفيين على فهم آليات احتساب البصمة الكربونية والمحاسبة الكربونية معتبرا أن هذه المبادرة تأتي انسجاما مع السياسة الوطنية والإستراتيجية المعتمدة لتقليص الانبعاثات الغازية بنسبة 45% في أفق سنة 2030.

كما عبّر محدثنا عن حماسه بالتعاون مع الصحفيين في موضوع الانتقال الطاقي، مشددا على أهمية تبسيط المفاهيم وتعزيز التواصل بين الخبراء ووسائل الإعلام في دعم مسار الانتقال الطاقي.
ويرى الصويعي أن هذه الدورة ستساهم في تعميق فهم منظومة “آلية التعديل على الكربون عند الحدود”، التي يُرتقب تفعيلها مستقبلا، ما سيؤثّر بشكل مباشر على القدرة التنافسية للمؤسسات الصناعية ، لا سيما تلك المدرجة ضمن القطاعات الخمسة المعنيّة بهذه الآلية.

قياس البصمة الكربونية

تم التطرق خلال اليوم الأول بشكل مفصّل مع الخبير في مجال تحليل دورة الحياة ACV والبصمة الكربونية و التدقيق البيئي، نورالدين حجاج إلى مفهوم البصمة الكربونية للمؤسسات وأهمية قياسها ضمن استراتيجيات الانتقال الطاقي والإستدامة. حيث أوضح أن حساب البصمة الكربونية يقسّم وفقا لبروتوكول غازات الدفيئة إلى ثلاثة نطاقات رئيسية: النطاق الأول (Scope 1) يشمل الانبعاثات المباشرة الناتجة عن أنشطة المؤسسة التي تتحكم بها بشكل كامل، مثل احتراق الوقود في المركبات والمولدات والعمليات الصناعية. أما النطاق الثاني (Scope 2) فيتعلق بالانبعاثات غير المباشرة المرتبطة باستهلاك الطاقة المشتراة مثل الكهرباء والتدفئة، إذ تحسب هذه الانبعاثات على المؤسسة رغم إنتاجها في مواقع أخرى. فيما يغطي النطاق الثالث (Scope 3) جميع الإنبعاثات غير المباشرة الأخرى الناتجة عن سلسلة القيمة، ومنها الإنبعاثات الناتجة عن الموردين، ونقل المنتجات، وسفر الموظفين، واستخدام المستهلكين للمنتجات، والتخلص من النفايات.

آليات دعم الاستدامة

خلال فعاليات الدورة تم عرض المنصة الرقمية DECARBORAT، كأداة عملية تساعد المؤسسات على إحتساب و تتبع بصمتها الكربونية بصفة دورية و منهجية.
إضافة إلى ذلك،تم عرض كراس الشروط الجديد المنظم لممارسة محاسبة الكربون داخل المؤسسات التونسية بهدف تعزيز المصداقية في احتساب الإنبعاثات و هي مبادرة تأتي في ظل غياب قانون ينظم إزالة الكربون.

مبادرات لتقليص البصمة الكربونية

شملت فعاليات الدورة ايضا زيارة ميدانية إلى المنطقة الصناعية بالفجّة، إطلع خلالها المشاركون على جهود القطب الصناعي في تقليص البصمة الكربونية من خلال مداخلة أثثها مدير إستغلال القطب الصناعي بالفجة محمد علي قناوة و إستعرض فيها أبرز الجهود المبذولة في هذا المجال.

نحو تصنيع مستدام

كما تم زيارة مصنع متخصص في صناعة قطع غيار السيارات يعتمد منظومات للحد من الانبعاثات ويستخدم الطاقة الشمسية في إنتاج الكهرباء، كنموذج عملي للتصنيع المستدام.
و في هذا الإطار أكد رئيس قسم الصحة و السلامة المهنية و حماية المحيط، شاكر الشتوي خلال تضريحه لكوسموس ميديا أن مؤسستهم قد انخرطت منذ سنة 2022 في مسار التقليص من البصمة الكربونية، عبر اعتماد إجراءات عملية تهدف إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة من بينها إدراج معيار الكربون ضمن سياسة الشراء المعتمدة للمؤسسة.

يأتي إشراك الصحفيين في مثل هذه المبادرات في إطار إيمان الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة بأهمية دور الإعلام في مرافقة التحول الطاقي ونشر الوعي البيئي، وذلك من خلال تعزيز فهم أهل المهنة للتحديات المناخية والآليات المستحدثة للحد من الانبعاثات الكربونية. كما تسعى هذه المبادرات إلى بناء جسر من المعرفة بين الفاعلين في القطاع الطاقي والإعلاميين، بما يساهم في تغطية إعلامية أكثر عمقا ونجاعة لقضايا الاستدامة والانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون.

رجاء دريدي / كوسموس ميديا