سليديرمقالات

غاز الميثان: النفايات مصدره الأكبر.. وتأثيراته خطيرة ومتعددة

أكد الاقتصادي المتخصص في مجال الطاقة أنس بن فيصل الحجي أن غاز الميثان يعدّ من أهم الغازات المنبعثة من النفايات، كما أنه يعتبر أخطر من غاز ثاني أكسيد الكربون بكثير.

ويقول الحجي، في مقال نشره على موقع “اندبنتد عربية“، إن عدم التعامل بشكل صحيح مع غاز الميثان في مكبات النفايات لا يؤدي إلى كارثة بيئية فقط، وإنما قد يؤدي إلى كارثة كبيرة بسبب الانفجارات والحرائق والانهيارات، وهو أمر حدث في عدة مدن عربية، وغير عربية.

وفي ذات السياق أكد بحث صادر عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة أن تحلل مخلفات الطعام في مكبات النفايات حول العالم يؤدي إلى انبعاث آلاف الأطنان من غاز الميثان الذي يتسبب بدوره في ارتفاع درجة حرارة الأرض.

ومع انبعاث نحو 570 مليون طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري كل عام بفعل الأنشطة الصناعية والطبيعية، يتزايد تركيز الميثان في الغلاف الجوي بوتيرة قياسية.

وبعد أن كشفت بيانات مستقاة من أجهزة استشعار مثبتة على أقمار صناعية، عن وجود مستويات عالية من الميثان فوق مدن في الهند وباكستان والأرجنتين، بحث فريق من العلماء بتمعن لتحديد مصادر الانبعاثات.

وأشارت الدراسة، التي نُشرت خلال شهر أوت من سنة 2021، في مجلة ساينس أدفانسيز، إلى أن صوراً عالية الدقة من الأقمار الصناعية التُقطت في عام 2020 أظهرت أن غاز الميثان صادر من مكبات للنفايات في العاصمة الأرجنتينية “بوينس أيرس” ومدينتي “نيودلهي” و”مومباي” الهنديتين و”لاهور” ثاني أكبر مدينة في باكستان.

وعلى سبيل المثال، كان مكب النفايات في “مومباي” ينتج نحو 9.8 طن من الميثان في الساعة، أو 85 ألف طن سنوياً وفقاً لنتائج الدراسة. وأطلق مكب “بوينس أيرس” ما يقرب من 250 ألف طن سنوياً، أو نصف إجمالي انبعاثات غاز الميثان من المدينة.

وقال الباحث المشارك في الدراسة “جوانز ماساكرز”، عالم البيئة في المعهد الهولندي لأبحاث الفضاء: “يمكن أن تدلنا هذه الملاحظات على أماكن انبعاث الكميات الكبيرة من غاز الميثان وأين يمكن اتخاذ إجراءات للتخفيف منها”.

وتشمل هذه الإجراءات تحويل الطعام إلى سماد أو احتجاز غاز الميثان لاستخدامه في إنتاج الغاز الحيوي.

ويقول البنك الدولي إنه من المتوقع أن تزداد النفايات في المكبات المسؤولة عن انبعاث نحو 11 بالمئة من حجم غاز الميثان حول العالم، بما يقرب 70 بالمئة بحلول عام 2050 مع استمرار ارتفاع عدد سكان الأرض.

زر الذهاب إلى الأعلى