سليديرمقالات

حرائق ملولة نتيجة للتهاون في التعاطي مع مسألة التصرّف في النفايات؟!

رجاء الدريدي – كوسموس ميديا

فقد قطاع الغابات بمنطقة ملولة التابعة لمدينة طبرقة الواقعة شمال غربي تونس، حوالي 450 هكتارا من مساحات الصنوبر البحري التي تغطي مساحة جملية تقدر بحوالي 5000 هكتار على الحدود التونسية الجزائرية، بسبب سلسلة الحرائق التي اندلعت منذ الأسبوع الماضي.

وأتت النيران على عدد من المنازل والحقول المجاورة مما اضطر إلى إجلاء نحو 800 ساكن من سكان المنطقة برّا وبحرا إلى مراكز إيواء مؤقتة بمدينة طبرقة.

سوء التصرف في النفايات

أفادت الناشطة البيئية راضية الوحيشي، كوسموس ميديا، بأن سبب إندلاع الحرائق يعود إلى إرتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى التهاون في التعاطي مع مسألة التصرف في النفايات عن طريق حرقها داخل المصبات، مما ساهم في إندلاع الحريق بغابة ملولة، مضيفة بالقول: “حرق نفايات مصب منطقة بوترفس هو أكبر كارثة”.

منظومة الغابات في تونس

ووصفت الوحيشي المنظومة الغابية بالمنظومة الضعيفة، إذ لا بد، وفق تقديرها، من تكوين خلية أزمة للتدخل في الوقت المناسب لأن الإستراتيجية المعتمدة في إخماد الحرائق هي إستراتيجية هشة.

وأضافت في ذات السياق أنه “لا بدا من دعم قدرات أعوان الغابات والاهتمام بهم من ناحية التغطية الاجتماعية والأجور وظروف عملهم من شروط السلامة ومنحة الخطر”.

وأوصت الناشطة البيئية بضرورة التوعية بأن المنظومة البيئية هي ملك عمومي يجب الحفاظ عليه قائلة: “لقد تأخرنا كثيرا في التوعية والتحسيس، وكذلك التضامن على مستوى المجتمع المدني ضعيف”.

منظومة حياتية واجتماعية واقتصادية

وعن قيمة غابة ملولة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، أفادت الناشطة البيئية راضية الوحيشي، كوسموس ميديا، بأن هذه الغابة تمثل مورد رزق أساسي لأهالي المنطقة  وبأن الحريق الذي أتى على عدد كبير من غابات الصنوبر والقضوم والأراضي الفلاحية يعد خسارة كبيرة للسكان، مشيرة إلى أن التهاون على مستوى الأنظمة الغابية يمكن يساهم في التململ الاجتماعي في ظل غياب التنمية ومواطن الشغل في المناطق الغابية.

وتجدر الإشارة إلى أن الغابات هي أكثر النظم الايكولوجية تنوعا من الناحية البيولوجية على اليابسة وهي مواطن لأكثر من 80 بالمائة من الأنواع البرية من الحيوانات والنباتات والحشرات.

وتقدر المساحة الجملية للغابات في تونس بـ 4.6 مليون هكتار أي ما يعادل 34 بالمائة من مساحة التراب الوطني.

وتتمركز أساسا في جهات الشمال الغربي والوسط الغربي كما يسكنها قرابة مليون ساكن وتقدر قيمتها الاقتصادية بحوالي 932 مليون دينار.

ويعتبر عام 2020 عام الحرائق بامتياز في تونس التي إندلعت بين  سنتي 2011 و2019 وتواصل مسلسل الحرائق في سنة 2022 بتسجيل حريق أتى على ما يقارب 3 ألاف هكتار في الفترة الممتدة من غرة جوان إلى غاية 26 جويلية 2022.

زر الذهاب إلى الأعلى