إختتم فضاء فرح بمنطقة البحر الأزرق بنجاح المرحلة الأولى من مشروعه الثقافي والفني الرائد “البحر الأزرق هود”، الذي استمر على مدار ثلاثة أشهر حافلة بالنشاطات الفنية والمواطنية، ليعلن الآن عن انطلاق المرحلة الثانية التي ستشهد إضافة مساحات خضراء ومناطق جديدة مخصصة للأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية، في خطوة تهدف إلى تحويل الحي إلى وجهة فنية وسياحية نابضة بالحياة.
رحلة فنّية ومجتمعية ملهمة
شهدت المرحلة الأولى من المشروع سلسلة من المبادرات التي بدأت بالتوعية والتواصل مع سكان الحي عبر اجتماعات مخصصة لشرح أهداف المشروع وجمع أفكارهم ومساهماتهم، مع تحفيز الشباب على المشاركة الفعالة. ثم انطلقت ورشات فنية بإشراف فنانين مختصين في فنون الشارع، حيث تلقى المشاركون حصصاً نظرية حول تاريخ فن الغرافيتي وأصوله، تلتها ورش تطبيقية لتعلم هذا الفن الإبداعي.
نتيجة لهذه الجهود، تم رسم عدد من الأعمال الفنية الكبيرة على جدران حي البحر الأزرق، محولة إياها إلى معرض فني مفتوح في الهواء الطلق. وتم تصميم هذه اللوحات ضمن “مسار سياحي” فني يوفر للسكان والزوار من المناطق الأخرى تجربة ثقافية فريدة، تبرز جمال الحي وتمنحه هوية جديدة.
مسابقة تصوير ومعرض فني
في إطار تعزيز مشاركة الشباب، نظّم المشروع مسابقة تصوير خلال أسبوع الرسم على الجدران، حيث التقط المشاركون صوراً توثق هذه اللحظات الإبداعية. واحتضن فضاء فرح معرضاً يعرض هذه الصور، مما أضاف بعداً توثيقياً وفنياً للمشروع وعزز من روح الانتماء المجتمعي.
إنطلاق المرحلة الثانية: مساحات خضراء وأنشطة متنوعة
مع انطلاق المرحلة الثانية، يركز المشروع على خلق مساحات خضراء جديدة وزيادة الوعي البيئي من خلال أنشطة التنظيف و التشجير، بالتعاون مع السلطات المحلية وبلدية المرسى. كما سيتم تنظيم فعاليات مشتركة مع المركب الشبابي بالمرسى، لتعزيز مشاركة الشباب في هذه المبادرات.
بالإضافة إلى ذلك، ستشهد هذه المرحلة توسعة المساحات المخصصة للرسوم الحائطية، بهدف تحويل الحي بأكمله إلى مسار سياحي فني متكامل، يضم مناطق خضراء ومرافق مخصصة للأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية، بدعم وتمويل من سفارة هولندا بتونس.
فضاء فرح: قلب نابض بالحياة الثّقافية والإجتماعية
يواصل فضاء فرح، التابع لجمعية التضامن المدني، تقديم خدماته المتنوعة للسكان المحليين عبر مساحاته المتعددة التي تشمل فضاء للعمل، مكتبة، مقهى ثقافي، قاعة للعروض، وقاعة للورش والاجتماعات. كما ينظم الفضاء مجموعة من الأنشطة المتنوعة مثل نوادي الشباب، ورش العمل الرقمية، الدورات التدريبية المتخصصة، القراءات، والعروض الفنية والرياضية، مما يجعله مركزاً حيوياً يعزز من تلاحم المجتمع ويشجع على الإبداع والتفاعل الثقافي.
المساحات الخضراء الجديدة في حي البحر الأزرق ستحدث تحولاً جذرياً في وجه الحي من خلال خلق بيئة طبيعية جاذبة تعزز من جودة الحياة للسكان والزوار على حد سواء. هذه المساحات ستوفر متنفساً طبيعياً وسط البيئة الحضرية، مما يضفي جواً من الهدوء والجمال ويشجع على التفاعل الاجتماعي والأنشطة الخارجية.
إلى جانب ذلك، ستتكامل المساحات الخضراء مع الأعمال الفنية الجدارية المنتشرة في الحي، مما يحول البحر الأزرق إلى مسار سياحي فني متكامل يجذب محبي الفن والثقافة. وجود مناطق خضراء يضيف بعداً جمالياً وبيئياً يثري تجربة الزائر، ويجعل من الحي مكاناً مثالياً للفعاليات الثقافية والرياضية والترفيهية، مما يعزز مكانته كوجهة سياحية مميزة.
كما أن هذه المبادرة تساهم في رفع الوعي البيئي من خلال أنشطة التشجير والتنظيف التي تشارك فيها المجتمعات المحلية، مما يعزز حس الانتماء والمسؤولية تجاه البيئة. بالتالي، يصبح الحي نموذجاً حضرياً مستداماً يجمع بين الفن والطبيعة والثقافة، ويقدم تجربة فريدة للزوار والسكان على حد سواء.
مشروع “البحر الأزرق هود” ليس مجرد مبادرة فنية، بل هو قصة نجاح في إشراك المجتمع المحلي وتحويل الفضاءات الحضرية إلى أماكن نابضة بالحياة والجمال، مع رؤية مستقبلية واضحة نحو بيئة أكثر خضرة وثقافة نابضة بالحيوية.
لمياء بوزيان/كوسموس ميديا