سليديرمقالات

صحافة المواطن وسيلة اليافعين واليافعات لرواية قصص بعبق البيئة

رجاء الدريدي – كوسموس ميديا

بعد أيام من التدريب المستمر اختتمت فعاليات المخيم التدريبي حول صحافة المواطن كوسيلة لانتاجات بيئية، نظمته جمعية  Ado+  بالشراكة مع منصة كوسموس ميديا و بدعم من منظمةHanns Seidel au Maghreb.

وشارك في هذا المخيم التدريبي 11 مشاركا و مشاركة من اليافعين واليافعات الذين تتراوح أعمارهم بين 13 سنة و 19 سنة.

تجربة إنتاجية لدعم قدراتهم

يهدف المخيم إلى دعم مهارات اليافعين واليافعات لإنتاج محتوى إعلاميا يغوص في مختلف القضايا ذات العلاقة بالبيئة والتنمية المستدامة.

وقالت ضحى الجورشي رئيسة جمعية Ado+في تصريح لها لمنصة كوسموس ميديا :”هذا المشروع في سنته الخامسة لتفعيل حق المشاركة لليافعين واليافعات في عديد المجالات في علاقة بفضائهم لتطوير قدراتهم ومعارفهم  لمناصرة القضايا البيئية بغاية خلق إعلام بديل قادر على طرح مشاغل اليافعين و اليافعات سيما في ظل إعلام راهن لا يغوص بالشكل الكافي في طرح أفكار اليافعين واليافعات”.

 وأضافت الجورشي في ذات السياق أن المخيم التدريبي فرصة لمواصلة العمل داخل راديو +Ado الذي كان ولايزال منصة مفتوحة لكل اليافعين واليافعات لممارسة هواياتهم والتعبير عن أنفسهم بلغة وأسلوب يتقنونه ويصوغون محتواه بأنفسهم .

فعاليات المخيم التدريبي

وبالعودة إلى تفاصيل المخيم التدريبي فقد تضمن اليوم الأول ورشات عمل للبحث عن أفكار في شتى  المواضيع التي تغوص في الشؤون البيئية حيث انقسم اليافعين واليافعات  إلى مجموعات قصد صياغة مواضيع بزوايا مختلفة والبحث لها عن جنس صحفي يساهم في نشر المعلومة البيئية بغاية الحسيس والتوعية بمختلف التحديات الراهنة.

وقد صرحت الصحفية مبروكة خذير المشرفة على مخيم التدريب وباعثة كوسموس ميديا بأن اليافعين واليافعات هم اليوم جوهر التنمية المستدامة وقادة المستقبل لنحت إعلام بيئي هادف. كما اثنت على تفكير جمعية +Ado في الاستثمار في دعم مهارات شباب المستقبل الذين واللواتي يمكن أن يكونوا صحفيي الغد ويساهمون في المساعدة على شرح وتفسير كل التحديات البيئية والتأقلم مع التغيرات المناخية التي أصبحت واقعا معيشا.

انتاجات تعنى بالبيئة والتنمية المستدامة

هذا وقد اقترح اليافعون واليافعات مجموعة من المواضيع منها مواضيع تعنى بالمفاهيم البيئية كما اقترحوا مواضيع متعلقة بواقع الغابات في تونس والتحسيس بضرورة الحفاظ عليها  من الحرائق خاصة في فصل الصيف واعتمدوا في ذلك الأشكال الصحفية المتنوعة التي اشتغلوا عليها طيلة المخيم  باستعمال الهاتف الجوال.

وفي يومه الثاني، انطلق المخيم  من وسط حديقة الجمعية بأجواء تحفيزية بمشاركة جميع المشاركين، الذين انطلقوا في القيام بتمارين تطبيقية حيث انقسموا إلى مجموعتين، مجموعة أولى تبحث في القوانين والاتفاقيات التي تؤكد على الحق في بيئة سليمة في حين بحثت المجموعة الثانية  عن مختلف المنصات الإعلامية المختصة في الشؤون البيئية و التنمية المستدامة في تونس.

شيماء فرشيشي واحدة من اليافعين و اليافعات اقترحت خلال الدورة نشرة إخبارية بيئية حول التلوث الصناعي في ولايتي صفاقس وقابس و تأثيراته على صحة اليافعين واليافعات.

نشرة هي تجربتها الأولى في عالم الصحافة والإعلام بتأطيرمن الخبيرة في تطوير وسائل الإعلام مبروكة خذير وقد قالت شيماء الفرشيشي متحدثة عن هذه المغامرة: “هي تجربة صعبة لكنها ممتعة اكتشفت من خلالها أن العمل الصحفي ليس بهين يتطلب الكثير من الدقة خاصة في اختيار المعلومات التي سيتم إدراجها في النشرة الإخبارية عملية عسيرة لكنها تستهويني”.

الإعلام البيئي في تونس

وفي الأثناء قدمت الصحفية في منصة كوسموس ميديا رجاء الدريدي  مداخلة حول الواقع البيئي في تونس واطلع اليافعون واليافعات على مجموعة من المبادرات الإعلامية التي يمكن أن تساهم في نشر الوعي المجتمعي حول التحديات البيئية المطروحة كالجفاف وندرة المياه وغيرها من المواضيع التي يمكن أن تساهم في تغيير محيطنا إلى الأفضل.

صحافة الجوال وسيلة

ولم تقتصر الدورة التدريبية على  اكتساب المهارات الصحفية وإتقان مرحلة البحث عن المواضيع بل تعرف اليافعون واليافعات على مبادئ وأدبيات التصوير والمونتاج باستعمال  صحافة الجوال ثم انطلقوا في تطبيقها في فضاء الجمعية و قاموا بتصوير فيديوهات قصيرة تروي تجربتهم وزياراتهم الميدانية التي قاموا بها خلال الأشهر الأخيرة  في إطار برنامج متكامل  القصد منه اطلاعهم على مواضيع و قصص وزوايا تتناول مشاريع صديقة للبيئة.

خبراء و نشطاء بيئيين

أما اليوم الرابع من المخيم التدريبي فكان حافلا بالأنشطة التي أثث جزءا منها الخبير البيئي حمدي حشاد أين التقى اليافعين واليافعات و تحاور معهم حول واقع الغابات في تونس كما أجرى مقابلة حوارية مع المشاركة مرام الخزري حول موضوع  أهمية التشجير.

وتهدف دعوة الخبراء إلى مقر الجمعية إلى وضع المتدربين والمتدربات في ظروف  إجراء مقابلة صحافية في الإذاعة الداخلية للجمعية وبعد إجراء اليافعة مرام حزري القادمة من ولاية الكاف لمقابلتها مع الخبير في التغيرات المناخية حمدي حشاد عبرت مرام عن إعجابها بخوض غمار إجراء حوار علمي تتوفر فيه شروط لمقابلات الناجحة .

وقالت مرام واصفة شعورها: “إنها أول مرة اجلس فيها أمام مصدح وأحاور فيها شخصية ذات خبرة عالية في المجال البيئي. إجراء الحوار مهمة صعبة ولكن تحضيرنا المسبق للأسئلة وبحثنا عن تفاصيل ملف الغابات جعلني اكتسب ثقة في نفسي وانجح في مقابلة ضيفي إفادة اليافعين واليافعات مثلي بما ينفعهم من معلومات شافية و ضافية”.

وتواصلت حصص الحوار مع المهتمين بالشأن البيئي .وسط حديقة الجمعية جلست تيسير الشتيوي محاطة باليافعين واليافعات تشرح لهم مشروعا صديقا للبيئة قوامه الاقتصاد الدائري و ووسيلته  تثمين الملابس المستعملة.

مشروع بعنوان “شكارتي” شرحت تفاصيله تيسير الشتيوي لتطلع المتدربين على المعنى لحقيقي للحفاظ على البيئة باعتماد اقتصاد دائري في ظل بلد مثل تونس تعد النفايات فيه تحديا كبيرا وعبئا ثقيلا على الطبيعة .

وفي تعقيب له على لقاءه باليافعين و اليافعات أفاد حمدي حشاد منصة كوسموس ميديا انه يعيش لأول مرة تجربة أن يجري معه حوار يافعة من بنات جمعية +Ado

كما حضرت المخيم التدريبي الخبيرة في المناخ شيراز بالحاج خضر من اجل إجراء مقابلة تحدثت فيها عن التغيرات المناخية وعلاقتها بالحرارة التي شهدت ارتفاعا كبيرا مؤخرا في تونس .

أشكال إبداعية تفسيرية

ولم تنحصر الانتاجات الصحفية على إنتاج الحوارات بل استنبط اليافعون واليافعات طرقا جديدة في الاشتغال على مواضيع بيئية بأساليب حديثة تتماشى مع مصادرهم للحصول على المعلومة سيما منها وسائل التواصل الاجتماعي لذلك قام المتدربون والمتدربات بإنشاء صور تفسيرية وفيديوهات بتقنية 2 D ومعلقات تساهم في ترشيد الوعي البيئي لدى الناشئة وتشرح كيفية حفاظ المواطن على موارده الطبيعية وتحمل المسؤولية.

من الجمعية إلى Startup Village   

لم يبق اليافعون واليافعات حبيسي مقر جمعية +Ado بل كان لهم تجربة العمل الصحفي الميداني فأما وجهتهم فقد كانتSTARTUP VILLAGE  الفضاء الايكولوجي الذي يحتضن معرضا لإبداعات فنانين حولوا كل ماهو مرمي في الطبيعة من ورق وخشب وحديد وقماش  إلى تحف فنية.

وانتهت مغامرة اليافعين واليافعات بتصوير مجلة تشمل كل الانتاجات البيئية التي اشتغل على انجازها المتدربون طوال أكثر من أسبوع من التدريب المستمر .

عاش اليافعون واليافعات تجربة إنتاجية ساهمت في دعم قدراتهم في انتاجات بإمضائهم يكونون فيها قادرين على التصوير كذلك على التحرير بهواتفهم المحمولة أو باستعمال الكاميرا الهدف منها تغير الواقع البيئي الصعب  الذي تعيش على وقعه تونس.

زر الذهاب إلى الأعلى