أمل الصامت – كوسموس ميديا
نظمت الجمعية التونسية للزراعة المستدامة يوم الخميس 14 ديسمبر 2023، في المعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس، تظاهرة بعنوان “يوم الفلاحة الإيكولوجية” شهدت عديد الفقرات التي تتمحور حول رفع مستوى الوعي وتبادل المعرفة وإنشاء زراعة مستدامة ومرنة في تونس.
وتندرج هذه التظاهرة في إطار إنشاء “الشبكة التونسية للتحول الفلاحي الإيكولوجي”، إذ تمكنت الجمعية التونسية للزراعة المستدامة من تجميع عدد من الجمعيات التونسية تحت سقف هيكل موحد يسعى إلى العمل على تحسيس السلطات
العمومية والطلبة والأساتذة والباحثين من أجل الإهتمام بتشجيع وتثبيت ودعم الفلاحة الايكولوجية في تونس.
التغيير ضرورة..
تشدد رئيسة الجمعية التونسية للزراعة المستدامة ريم المثلوثي في تصريح لكوسموس ميديا، على ضرورة تغيير الدولة لسياستها الفلاحية بما يتلاءم مع واقع المناخ والوضعية التي وصلت إليها التربة بفعل الافراط في استهلاك الأسمدة والبذور الهجينة التي تتطلب أكثر فأكثر مواد كيميائية.
وعلى اختلاف توجهات الجمعيات المكونة للشبكة حديثة النشأة وعددها 8 جمعيات، فإنها اجتمعت منذ اليوم الأول حول نفس الهدف والمتمثل في الانتقال نحو فلاحة إيكولوجية، وفق ما صرحت به المثلوثي، مشيرة إلى أن الباب مفتوح أمام أي جمعية تتشارك مع الشبكة نفس الرؤى في هذا الإتجاه مما يمكن من خلق مناصرة تستطيع من خلالها الشبكة طرح مبادرات ومقترحات على سلط الإشراف.
جولة في عالم “زرّيعة”
شهد يوم الفلاحة الإيكولوجية عرضا حصريا لفيلم وثائقي بعنوان “زرّيعة” والذي ساهمت في إنتاجه منصة كوسموس ميديا بالتعاون مع الجمعية التونسية للزراعة المستدامة.
ويوثق “زرّيعة” للمخرجة فتحية خذير، لأهمية البذور الأصلية في ترسيخ قيم الفلاحة البيئية المستدامة وضرورة المحافظة عليها والعودة لاستعمالها لما لها من قدرة على مقاومة التغيرات المناخية والتأقلم مع خصائص التربة في بلادنا.
ويعتبر “زريعة” رحلة في عوالم عدد من الفلاحين الذين اختارو الفلاحة البيئية ملاذا لما تشكله الفلاحة التقليدية من تهديد لسيادتنا الغذائية وصحتنا، كما يطرح العديد من الحلول الملموسة في كيفية إكثار البذور الأصلية والمحافظة عليها من خلال طرق التخزين المتاحة.
وعلى هذا الأساس تسعى الجمعية التونسية للزراعة المستدامة إلى الاعتماد على هذا الوثائقي كمرجع للتحسيس والتوعية بأهمية الفلاحة الإيكولوجية، من خلال برمجة عروض له في المدارس والمهرجانات والورشات التدريبية والتحسيسية سواء من قبل الجمعية أو جمعيات أخرى تعمل من أجل الأهداف نفسها.
المجالات مختلفة والهدف واحد؟!
تجتمع الجمعيات المكوّنة للشبكة التونسية للتحول الفلاحي الإيكولوجي حول نفس الأهداف والمبادئ رغم اختلاف نشاطاتها ومجالات اهتمامها على غرار جمعية “شبكة أطفال الأرض” التي تعنى بالناشئة على مستوى التربية والتوعية بالقضايا البيئية والتنموية.
وأرجعت رئيسة الشبكة راضية الوحيشي في تصريح لكوسموس ميديا، اهتمام جمعيتها بهذه المبادرة وانخراطها صلبها إلى إلمام الفلاحة الإيكولوجية بجميع المقاربات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والتنموية وحتى الأخلاقية، لافتة إلى أن المضي في إيجاد الحلول للمجالات المذكورة من شأنه خلق التنوع والتجدد والأصالة لأي مكون ينخرط في هذه المبادرة، وفق تقديرها.
جمعية “أصدقاء كابت بتونس” التي تضم مجموع الفاعلين من أجل الغراسة والانتقال البيئي، هي أيضا شريكة ضمن هذه الشبكة، إذ يأتي انضمامها، وفق ما أفاد به منسقها وجدي الذيب كوسموس ميديا، من منطلق اكتساب قوة توحيد الجهود من أجل التأثير والإقناع سواء على مستوى السلطة أو الفلاح بأن الفلاحة الإيكولوجية ليست بدعة أو حالة شاذة بل هناك العديد من الفلاحين الذين يشتغلون وفق قواعدها واستطاعو بالفعل الانتقال من الفلاحة التقليدية إلى الفلاحة الصديقة للبيئة في ظل التغيرات المناخية المسجلة وما ترتب عنها من شح في الموارد المائية بالأساس.
ووجه وجدي الذيب رسالة إلى كل من يعتبر أن الفلاحة الإيكولوجية خيار الأثرياء أو مجرد موضة تتبعها فئة معينة من الفلاحين، قائلا: “قد يكلف الكيلوغرام الواحد من الطماطم المزروع بالطرق القائمة على المواد الكيميائية والأدوية أقل سعر على المستهلك والفلاح نفسه، ولكن هل فكر هؤلاء في ضريبة استهلاك ذلك المنتوج على صحتنا كبشر؟ هل فكروا في ديمومة تلك الاراضي التي أرهقتها المواد الكيميائية؟ تلك المواد الكيميائية التي أصبحت أسعارها عالية.. لذلك آن الأوان أن نقتنع جميعا أن الفلاحة الإيكولوجية هي الحل رغم أنها قد تكلفنا في البداية مصاريف إضافية ولكنها قادرة فيما بعد عن تعويضنا ماديا كما تحافظ على صحتنا ومواصلة الأرض القدرة على الانتاج”.
يُذكر أن الشبكة التونسية للتحول الفلاحي الإيكولوجي تضم 8 جمعيات وهي الجمعية التونسية للزراعة المستدامة وجمعية أصدقاء كابت بتونس وشبكة أطفال الأرض والاتحاد الوطني للناشطين في القطاع البيولوجي وجمعية الفلاحة المستدامة وجمعية صيانة واحة شنني بقابس والجمعية التونسية للفلاحة البيئية والشركة التعاونية المركزية للخدمات الفلاحية “للاّ قمر البيّة”.