سليديرمقالات

“زريعة” يفتتح المهرجان الدولي لأفلام البيئة بشفشاون

تحتضن مدينة شفشاون الزرقاء بالمغرب، في الفترة الممتدة من 9 إلى 13 سبتمبر 2025، الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي لأفلام البيئة (FIFE)، الذي تنظمه جمعية تلاسمطان للبيئة والتنمية بشراكة مع مجموعة الجماعات الترابية “تلاسمطان”، وبدعم من المركز السينمائي المغربي ومجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة. 

وتتميز الدورة هذه السنة باختيار الفيلم التونسي الوثائقي “زريعة” كفيلم الافتتاح الرسمي للمهرجان.

 “زريعة“: ثنائي السيادة الغذائية و البذور الاصلية 

فيلم “زريعة” هو فيلم وثائقي تم انتاجه في اطار تعاون مشترك بين منصة كوسموس ميديا البيئية، و بدعم من  الجمعية التونسية للزراعة المستدامة وشبكة السيادة الغذائية الأفريقية (AFSA)، و قد أخرجته المخرجة التونسية فتحية خذير.

يناقش الفيلم موضوع البذور الأصلية و علاقتها بتحقيق السيادة الغذائية في تونس و في افريقيا، عبر تتبع تجربة شبكة من الفلاحين من شمال تونس إلى جنوبها يعملون على إكثار البذور الأصلية وتعزيز استخدامها لإحياء هذا التّراث الجيني القيم، الذي يتميز بقيمة غذائية عالية وقابلية كبيرة للتكيف مع التّغيرات المناخية، مما يسهم في بناء مستقبل زراعي مستدام وآمن غذائيا.

في هذا الإطار عبّرت المخرجة فتحية خذير لكسموس ميديا عن سعادتها باختيار إدارة  مهرجان الدولي لأفلام البيئة في دورته 14  لفيلم زريعة كفيلم اإفتتاحي معتبرة  ان للسينما قدرة فريدة على توصيل الرسائل البيئية وإثارة وعي المجتمع بأهمية حماية الكوكب في وقت تتسارع فيه التغيرات المناخية معتبرة ان هذا المهرجان و غيره من الفعاليات الثقافية و السينمائية خاصة هو فرصة لفتح  فضاءات للحوار في قضايا البيئة و تسليط الضوء على  قصص إنسانية واجتماعية ترتبط بالبيئة، مما يخلق قدرة على تحفيز التغيير الاجتماعي والسلوكيات المستدامة. و اضافت المخرجة انه و بتزايد اهتمام المهرجانات السينمائية الدولية بتخصيص جوائز وتكريمات للأفلام البيئية، تتعزز مكانة السينما كأداة تعليمية وتوعوية تحفز صناع الأفلام على إنتاج المزيد من الأعمال التي تدعم ثقافة الاستدامة وحماية الطبيعة و تشكل حافزا  للمشاهدين على التفكير والتفاعل و ختمت فتحية خذير حديثها عن مشاركة فيلم زريعة بالمهرجان للمهرجان الدولي لأفلام البيئة (FIFE قائلة ان ” الأفلام الوثائقية والسينما المستقلة بشكل خاص تتمتع بقدرة أكبر على معالجة قضايا البيئة و التنمية المستدامة  بذكاء وعمق، حيث تعرض نتائج سلوكيات الإنسان وآثارها البيئية المستقبلية دون توجيه رسائل مباشرة تقيد المشاهد، مما يجعلها أكثر إقناعاً وتأثيراً “

شعار ورؤية المهرجان

تعقد الدورة 14 للمهرجان تحت شعار “سينما خضراء من أجل مناخ سليم ومستدام”، مؤكدة على دور السينما كوسيلة فعالة وحساسة للتحسيس بقضايا المناخ والبيئة. يرى المهرجان في السينما قوة قادرة على ملامسة الوجدان، وإثارة النقاش، وتحفيز التغيير الاجتماعي حول مواضيع البيئة الحيوية مثل تغير المناخ، فقدان التنوع البيولوجي، والتلوث.

برنامج الدورة 14 من المهرجان الدولي لأفلام البيئة

تتميز هذه الدورة ببرنامج متنوع غني يشمل أربع مسابقات رسمية هي:

  • الأفلام الدولية الاحترافية (طويلة وقصيرة).
  • أفلام الهواة الدولية.
  • أفلام المؤسسات التعليمية.
  • فقرة البانوراما التي تعرض مجموعة من الأشرطة البيئية المختارة في حفلي الافتتاح والاختتام.

علاوة على ذلك، تتضمن فعاليات المهرجان ندوتين رئيسيتين:

  • “سينما البيئة بعيون نسائية” التي تهدف إلى استكشاف دور المرأة كصانعة للخطاب البيئي وفاعلة في مختلف مجالات الإعلام، السينما، البحث الأكاديمي والنضال المؤسساتي.
  • و الندوة الثانية بعنوان “الثورة الرقمية كرافعة للتربية البيئية والتنمية المستدامة في جيوبارك شفشاون”، التي تناقش فرص وتحديات الرقمية في مجال التعليم البيئي.

كما سيتم تنظيم ماستر كلاس جماعي، مع عرض شريط بيئي عالمي حائز على جوائز دولية، إلى جانب أنشطة تربوية موجهة للأطفال تهدف إلى تعزيز ثقافة البيئة بين الأجيال الصاعدة.

الأفلام المشاركة والبلدان الممثلة

تشارك في الدورة 14 مجموعة متنوعة من الأفلام الوثائقية والبيئية التي تغطي مواضيع مختلفة تتعلق بالبيئة، المناخ، وحماية التنوع البيولوجي. وتأتي هذه الأفلام من عدة دول من المنطقة العربية، إفريقيا، وأوروبا، ما يعكس الطابع الدولي للمهرجان وتنوع المشاركات.

تمثل البلدان المشاركة دولاً مثل المغرب، تونس، الجزائر، مصر، السنغال، جنوب إفريقيا، فرنسا، إسبانيا، وألمانيا، من بين دول أخرى.

و تشمل الأفلام  أنواعاً متعددة من الإنتاجات، منها الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة، أفلام الهواة، وأفلام المؤسسات التعليمية.

تغطي مواضيع الأفلام  قضايا بيئية حيوية كالتغير المناخي، حماية الموارد الطبيعية، السيادة الغذائية، والابتكارات البيئية المجتمعية.

يعد هذا التنوع في المشاركات دليلا على الاهتمام المتزايد بقضايا البيئة عبر الإعلام السينمائي، كما يعزز المهرجان مكانته كمنصة رائدة لتبادل الخبرات والقصص البيئية بين الثقافات المختلفة.

لجان التحكيم

أعلنت إدارة المهرجان عن لجنتي تحكيم المسابقات الرسمية لهذه الدورة، واللتين ستتوليان تقييم 24 فيلماً مشاركاً في مختلف المسابقات، تم انتقاؤها من بين أكثر  من 200 فيلم توصلت بها إدارة المهرجان من مختلف بلدان العالم.

لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام الاحترافية (الطويلة والقصيرة):

الرئيسة: المخرجة المغربية المتخصصة في الأفلام الوثائقية زينب شفشاوني موساوي.

الأعضاء:

-الكاتب والناقد السينمائي المغربي الدكتور نور الدين محقق.

-السيدة Anja Hoffman، مديرة مكتب منظمة هنريش بول الألمانية

-الصحفية المغربية ليلى الخرواع بالقناة الثقافية (الرابعة)، معدة برنامج “إيكولوجيكا”.

-السيد Pedro Piñeiro Fuente، مدير المهرجان الدولي لأفلام البيئة (ECOZINE) بإسبانيا.

لجنة تحكيم المسابقة الدولية لأفلام الهواة ومسابقة أفلام المؤسسات التعليمية:

الرئيسة: الدكتورة ليلى الرحموني، أستاذة باحثة في مجال السينما بجامعة ابن طفيل – القنيطرة.

الأعضاء:

مبروكة خذير المخرجة المنتجة  والصحفية التونسية باعثة منصة كوسموس ميديا المتخصصة في قضايا البيئة و التنمية الميتدامة .

-المخرجة والمنتجة الإسبانية Nocem Collado.

-السيد محمد علي درويش من لبنان، المدير الإبداعي لمنصة “الجزيرة 360”.

-المغامر وصانع المحتوى البيئي المغربي عز الدين لمين.

يضمن هذا التشكيل  تنوع الخبرات الفنية والبيئية لتحكيم الأعمال المشاركة بحيادية ومهنية عالية.

أنشطة جانبية للمهرجان 

المهرجان لا يقتصر على عروض الأفلام فقط، بل يمتد ليبرز التراث الطبيعي والثقافي الغني لجيوبارك شفشاون. فالأنشطة ستوزع على عدة مواقع منها شفشاون، باب تازة، والمنتزه السياحي لأقشور. يبدأ البرنامج بفعالية تربوية وسينمائية للأطفال بباب تازة، تشمل عروض أفلام وورشات نقاش وتحسيس.

كما يواصل المهرجان سياسته المميزة كأول مهرجان عربي وإفريقي يعتمد “مهرجان بدون بلاستيك”، مما يعكس توجهه البيئي الراسخ و بصمته الايطولوجية لتمرير رسالة حياتية بيئية قوية يسعى  المنظمون لنشرها بين الجمهور والمشاركين.

مكانة المهرجان وأهميته

يمثل مهرجان شفشاون لأفلام البيئة موعداً ثقافياً وسينمائياً يلتقي فيه عشاق السينما والمهتمون بقضايا المناخ والبيئة وفنانون ومبدعون من مختلف الدول، في مساحة للتبادل الفكري والعمل من أجل مستقبل أكثر استدامة. من خلال دوره كمنبر ثقافي وبيئي، يساهم المهرجان في تعزيز مكانة شفشاون المغربية كوجهة دولية للسياحة الثقافية والبيئية.

يواصل المهرجان الدولي لأفلام البيئة طريقه نحو خلق منصة متناغمة تجمع بين الفن والبيئة والثقافة،بهدف تعزيز الوعي بالمناخ وحماية البيئة من خلال السينما والفنون .

زر الذهاب إلى الأعلى