سليديرمقالات

المرأة تحدث التغيير في مجال الفلاحة في تونس؟!

رجاء الدريدي – كوسموس ميديا

تشهد تونس ثورة هائلة في المجال الفلاحي، تقودها رائدات أعمال يُحدثن تغييرا إيجابيا وجذريا في القطاع من خلال أفكارهن المبتكرة ونهجهن المستدام.

فأي دور تلعبه المرأة المستثمرة في المجال الفلاحي وما هي التحديات التي يمكن أن تواجهها في هذا القطاع؟

هذا ما تطرق إليه البرنامج الحواري الجديد لكوسموس ميديا بعنوان “حارسات الأرض” مع رائدة الأعمال الفلاحية فاتن حمدي.

الصحفية مبروكة خذير ورائدة الأعمال الفلاحية فاتن حمدي

“في السنوات الأخيرة، برز دور المرأة بشكل واضح كمستثمر فعّال في المجال الفلاحي، حيث لم تقتصر مساهماتها على الفلاحة التقليدية، بل أصبحت تُطلق العنان لإبداعاتها وتبتكر أفكارًا جديدة تُثري هذا القطاع.” جاء هذا على لسان ضيفة “حارسات الأرض” فاتن حمدي في ردها على تقييم دور المرأة كمستثمرة في مجال الفلاحة، مضيفة بالقول: “لقد تغيرت العقليات تدريجيًا، وأصبحت تُقدّر مساهمات المرأة في المجال الفلاحي، وذلك بفضل إصرارها على إثبات نفسها ووجودها، ودعم التشريعات التي تنصفها.”

مكانة عربية تدعو إلى الفخر

أشارت المهندسة الفلاحية فاتن حمدي إلى أنّ تونس تُعتبر من الدول الرائدة في مجال الفلاحة البيولوجية، ممّا يُعزّز فرص الاستثمار في هذا المجال ويُشجع على تبني ممارسات زراعية مستدامة.

وبالعودة الى الأرقام، بلغ عدد النساء المستثمرات في المجال الفلاحي سنة 2020 حوالي 100 ألف امرأة، وتشكل النساء 20% من أصحاب المشاريع الفلاحية في تونس.

وفي هذا السياق أعربت حمدي عن فخرها بمكانة المرأة التونسية في مجال الاستثمار الفلاحي مقارنة بالدول العربية الأخرى، حيث تُقدّم أفكارًا مبتكرة تُثري هذا القطاع وتُساهم في تحسين صورته على المستوى العربي والعالمي.

تونس الرائدة

اعتبرت فاتن حمدي من خلال تجربتها أن تونس دولة رائدة في مجال الفلاحة البيولوجية، ويعزى ذلك جزئياً إلى الدور الفعّال الذي تلعبه النساء في هذا المجال. فبفضل اهتمامهن البالغ بالبيئة، يكنّ أكثر حرصًا على اعتماد الممارسات الزراعية المستدامة والتي تسهم في تعزيز الفلاحة البيولوجية.

وتلعب المرأة دورًا هامًا في الحفاظ على التراث الزراعي، مثل زراعة الأصناف المحلية من البذور والحفاظ على الممارسات الزراعية التقليدية المتوافقة مع مبادئ الفلاحة البيولوجية إلى جانب تثمين المنتوجات الفلاحية وتحويلها.

وتُمثّل تجارب رائدات الأعمال الفلاحية في تونس نموذجًا ملهمًا يُؤكّد على قدرة المرأة على إحداث تغيير إيجابي في مجال الفلاحة البيولوجية، ممّا يُساهم في تحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى المعيشة في المجتمع.

تحديات رغم البرامج الداعمة

أكدت فاتن حمدي أن تونس توفر العديد من البرامج الداعمة للمرأة في مجال الاستثمار الفلاحي، مثل برامج التكوين وتشبيك العلاقات، ممّا يُساهم في تعزيز قدراتها وفتح آفاق جديدة أمامها.

وترى حمدي أنّ هذه البرامج تُساهم في تشجيع المرأة على الاستثمار في المجال الفلاحي، وتُعزّز شعورها بالفخر بمكانتها ودورها في المجتمع.
إلا أن المرأة في تونس، كما هو الحال في العديد من البلدان العربية، تواجه تحديات مرتبطة بالتغيرات المناخية ونقص المياه، مما يُؤثّر على مردودية الإنتاج ويزيد من صعوبة العمل.

وتُؤكّد فاتن حمدي في هذا السياق، أنّ التأثير السلبي للتغيرات المناخية يطال المرأة بشكل أكبر، كونها الأكثر مشاركة في العمل الفلاحي. وإلى جانب التغيرات المناخية تواجه المرأة صعوبة في الوصول إلى الموارد المالية وفي الحصول على الأراضي الفلاحية خاصة في ظل قلة الأراضي المتاحة للاستثمار مما يحد من قدراتهن وفرصهن.

تلعب المرأة التونسية دورًا هامًا في المجال الفلاحي، ولديها القدرة على المساهمة بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة. ومع ذلك، تواجه العديد من التحديات التي تمنعها من المشاركة الكاملة في هذا المجال. لذلك يجب على جميع الجهات الفاعلة العمل على دعم المرأة وتمكينها من تحقيق إمكاناتها.

زر الذهاب إلى الأعلى