سليديرمقالات

بالتعاون مع شبكة “رونساد”: جمعية تواصل الأجيال بصفاقس تنظم أول منتدى بيئي شمال إفريقي تحت عنوان “تحرّك الآن قبل فوات الأوان”

كوسموس ميديا –

نظمت جمعية تواصل الأجيال بصفاقس وشبكة منظمات المجتمع المدني بشمال إفريقيا للبيئة والتنمية المستدامة والتغيّرات المناخية “روناساد” المنتدى الأوّل حول “التصّرف المستدام في المنظومات الطبيعية من أجل التحوّل الإيكولوجي تحت عنوان “تحرّك الآن قبل فوات الأوان!

مشاركة واسعة

وشهدت فعاليات المنتدى الذي انطلق منذ يوم الثلاثاء الفارط على أن يختتم اليوم السبت 16 سبتمبر 2023، مشاركة دولية واسعة للخبراء والهياكل البيئية الدولية المتخصصة ومنظمات المجتمع المدني من تونس والجزائر والمغرب وموريطانيا.

وثمّنت رئيسة المنتدى ورئيسة جمعية تواصل الأجيال الدكتورة سناء تقتق كسكاس في افتتاح التظاهرة الحضور المكثف للباحثين ونشطاء المجتمع المدني والهياكل البيئية الدولية والداعمين والمهتمين بالقضايا الإيكولوجية وبالتحديات التي تفرضها اليوم التغيرات المناخية على كل الدول وعلى المنظومات الطبيعية.

وتميزت الحصة الافتتاحية بتقديم سلسلة من المداخلات العلمية القيمة تداول على تقديمها مجموعة من الكفاءات على غرار المدير العام للبيئة وجودة الحياة بوزارة البيئة الهادي شبيلي والمدير التنفيذي للصندوق المتوسطي “ماد فاند” (Med Fund) رومان رونو ورضا نافو Reda Neveu المكلف بالبيانات في جمعية “ماد بان” بمرسيليا (فرنسا) وهي شبكة تضم المتصرفين في المناطق المحمية الساحلية في المتوسط.

وشدّد الخبير في البيئة والتنمية المستدامة سمير المدّب على ضرورة أن يلعب التحوّل الإيكولوجي دورا هاما في المحافظة على الرأس المال الطبيعي بما يتضمنه من منظومات طبيعية والثروات والأوساط الطبيعية البحرية والأرضية في تونس الذي يعد رأس مال متواضعا وثرواته الطبيعية محدودة بسبب تموقع بلادنا بين البحر الأبيض المتوسط والصحراء.

رأس المال الطبيعي

واعتبر المدّب أن أنماط التنمية المعتمدة في العقود الخمسة الماضية بالنسبة للفلاحة والصناعة والسياحة والعمران سلّطت ضغوطات كبيرة وإضافية على رأس المال الطبيعي هذا بشكل يفوق طاقة التجدّد لديه بما جعله في وضعية حرجة وكذلك الأنشطة الطبيعية والاقتصادية والتنموية المتعلقة به (نقص المياه في الفلاحة، تدهور الشريط الساحلي ينعكس على السياحة..).

وقال سمير المدّب إن “البحث عن ديمومة الرأس المال الطبيعي هو بحث عن ديمومة الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية لذلك يكتسي التحول الإيكولوجي أهمية تنموية رغم أن ظاهره بيئي ويفرض تغييرا في أساليب التنمية في مستوى الفلاحة والسياحة والتعمير والتقليص من الاستخدام المشط للطاقة حيث تغيرت السلوكيات بنسق يفوق تغير المناخ.

كما استمع المشاركون لسلسلة من المداخلات القيمة تناولت قضايا وتحديات التغيرات المناخية وأهمية التحوّل الإيكولوجي قدمها كل من الخبير في التنمية المستدامة منير المجدوب والخبير سمير المدب وممثل مركز الأنشطة الجهوية للمناطق المحمية SPARAC بالإضافة إلى ممثلي عدد من الهياكل الأخرى مثل UN Habitat وGIZ وWWF ووكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي APAL وبلدية صفاقس والمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس وغيرها.

ويسعى هذا المنتدى المقام تحت إشراف وزارة البيئة والذي ينتظر أن يكون الأول من سلسلة منتديات تقيمها بشكل منتظم من سنة إلى أخرى الدول الأعضاء في شبكة “روناساد” إلى “إنشاء فضاء للتبادل ومشاركة التجارب بين الفاعلين الأساسيين في بلدان شمال إفريقيا والمنطقة المتوسطية في مجال التحوّل الإيكولوجي والتصرف في المنظومات البيئية والطبيعية (المناطق البحرية الساحلية المحمية، والمناطق الرطبة، المواقع خارج المناطق المحمية والتي تضمن المحافظة على التنوع البيولوجي)”، بحسب رئيسة المنتدى.

برنامج ثري

وشمل برنامج هذا المنتدى الشمال إفريقي الأوّل في نسخته التونسية يشتمل سلسلة من المداخلات التي تطرح عديد الإشكاليات والقضايا المتصلة بـ”مزايا التحوّل الإيكولوجي”، “مقاييس المسؤولية المجتمعية للمؤسسة RSE”، “التنوع البيولوجي والتصرف في الأنظمة الإيكولوجية”، “المدن المستدامة والحلول القائمة على احترام الطبيعة”، “إشراك المجموعات المحلية في التصرف الحكيم في المنظومات الإيكولوجية”، “السياحة الإيكولوجية”، “الصيد التقليدي”، وغيرها…

وبالتوازي مع الجانب النظري، تضمن برنامج المنتدى معرضا موازيا أقيم في اليومين الأولين أبرز ما تحتكم عليه المنظمات والجمعيات البيئية المشاركة والباحثون من تجارب وبرامج عمل وأنشطة وقصص نجاح في مجال المحافظة على الطبيعة، بالإضافة إلى الممارسات الفضلى في مجابهة التغيرات المناخية، فضلا عن عرض ملصقات علمية من قبل الباحثين في المجال العلمي.

كما تضمن البرنامج جانبا ميدانيا تمثل في زيارات لفائدة المشاركين والصحفيين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة للتظاهرة زيارات قادت المشاركين فيها إلى عدد من المواقع بجزر الكنايس وقرقنة (بولاية صفاقس). وسيعاين المشاركون خلالها مجموعة من التجارب والأنشطة المنجزة من طرف جمعية تواصل الأجيال وشركائها في مجال التنوع البيولوجي والمحافظة على الموارد الطبيعية وتقنيات الصيد التقليدي فضلا عن إحداث مسالك سياحة إيكولوجية.

في هذا الصدد، ستعطى بمناسبة المنتدى إشارة انطلاق مهرجان “طريق الطهو للأخطبوط بقرقنة” الذي يهدف إلى التعريف بثراء مخزون التراث اللامادي لأهالي جزيرة قرقنة وحصص لمراقبة الطيور وجولات على متن الدراجات الهوائية في المسالك الطبيعية والملاحة وسهرة للفلكلور القرقني تعرّف بطريقة طهو الأخطبوط الذي تتميز به الجزيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى