سليديرمقالات

“كوسموس ميديا” في حضرة عاصمة الصحافة: تور الفرنسية تحتضن المنتدى الدولي للصحافة في نسخته الـ16

رفيقة الجليدي – كوسموس ميديا – ينعقد المنتدى الدولي للصحافة هذه السنة في نسخته السادسة عشر بمدينة تور الفرنسية من 27 مارس إلى 1 أفريل.

موعد سنوي انقطع طيلة ثلاث سنوات كان العالم يعاني فيها من وباء كوفيد 19، وتداعيات الحرب على أكرانيا وسوريا إضافة إلى التقلبات المناخية التي تقرع ناقوس الخطر والتي تطرح أسئلة عديدة عن مستقبل العالم.

مرارة الإنقطاع عن تنظيم دورات سابقة أو تنظيمها في ظروف استثنائية وكل الأسباب التي أدت إليه اجتمعت لتضع عنوانا لهذه الدورة “كيف نتذوق المعلومة؟ عنوان اختاره منظمو هذه الدورة وعلى رأسهم رئيس المنتدى ورئيس جمعية صحافة ومواطنة “جيروم بوفيي”.

أزمة ثقة بين الصحفي والمتلقي؟!

تعيش الصحافة اليوم حسب رأي جيروم بوفيي أزمة ثقة مع المتقبل الذي أصبح يعزف عن الأخبار عموما وخاصة تلك التي تصيبه بالإحباط أو الخوف سواء على صحته مثل أخبار خطر الإصابة بفيروس الكوفيد سابقا أو أخبار الحروب أو التقلبات المناخية المهددة لوجودنا البشري عموما.

وقد عمق هذه الأزمة التنوع الكبير في مصادر تلقي المعلومة فلم تعد الصحافة المحترفة اليوم المصدر الوحيد لها نظرا لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتي تفتقد عموما للمهنية، وفق ذات المتحدث.

ويقول جيروم بوفيي في هذا الإطار:” إن هذا المنتدى دعوة إلى ضرورة انتقاء المعلومة الجيدة. فعلى الصحفي أن يعرف كيف يختار المعلومة لا فقط كيف يتحصل عليها”.
المعلومة البيئية أصبحت ضرورية واليوم يسعى المنتدى في دورته هذه السنة الى إعادة “الطعم الجيد ” الى المعلومة ومن ثمة الى تحسين “حاسة التذوق” عند المتلقي، ما يعني إعادة بناء جسر تواصل متين بين الصحفي والباحث عن المعلومة حتى تتم الإفادة والاستفادة .فالهدف الأسمى للصحافة هو نقل الحقيقة سواء لمجرد نقل الخبر أو تصوير واقع أو التنبيه على خطر ومحاولة البحث عن حلول.

ولهذه الأسباب مجتمعة كان الإعلام البيئي حاضرا في المنتدى هذه المرة من خلال عدة مؤسسات إعلامية.

منصة “كوسموس ميديا” تمثّل الصحافة التونسية

الصحافة التونسية كانت حاضرة أيضا من خلال ممثلتها في مجال الصحافة البيئية “منصة كوسموس” في شخص مؤسستها الصحفية مبروكة خذير .

وكوسموس هي منصة رقمية إعلامية متخصصة في الشأن البيئي والتنمية المستدامة في تونس، وهو مشروع إعلامي بيئي يندرج ضمن صحافة الحلول التي لا تكتفي بالتغطية الاعلاميّة ونقل الخبر ولكن يصبح فيها الصحفي شريكا في البحث عن الحلول من خلال التعمّق والاستفادة من تجارب البلدان الأخرى أو من آراء الخبراء وتوصياتهم وأيضا من خلال تشبيك العلاقات بين مختلف المتدخلين والسلطات المحلية المعنية بالبيئة من أجل خلق وعي مجتمعي وفهم مشترك للتحديات البيئية إضافة الى خلق أجواء حوار ناجع لتباحث الحلول الممكنة .

كوسموس ميديا تؤسس أيضا، لصحافة بيئيّة ذات جودة وتضم فريق عمل متكامل من أجل انتاج مادة صحفيّة تجمع بين المقالات والتقارير والقصص المصوّرة والبودكاست.

وتسعى المنصة لمشاركة المتلقي مادة إعلاميّة هادفة تستجيب لكل مشاغله البيئيّة و تتناول بالتحليل والنقاش والتقصي مختلف القضايا والمشاكل البيئيّة التي تكدّر صفو حياته.

آفاق تشبيك بيئي…

وفي لقاء له مع مراسلة كوسموس في فرنسا، عبّر رئيس جمعية صحافة ومواطنة جيروم بوفيي عن أمله أن يكون هذا الملتقى حلقة وصل بين الصحافي والمواطن وبيئته. كما عبر عن سعادته بكون الصحافة البيئية تتطور ويتضاعف الاهتمام بها يوما بعذ يوم، بل وأكثر من ذلك، فهو يعتبر وجود صحافة مختصة في البيئة على غرار “كوسموس ميديا” هو الأمر الذي يزيد من تشجيعه على التفكير في خلق مبادرات تشاركية في الإعلام البيئي في مناسبات قادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى