كوسموس ميديا- تونس
تنطلق اليوم فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الفيلم البيئي التونسي “إنفايروفست 2025” بمدينة الثقافة.
يُفتتح المهرجان بعرض الفيلم القصير التشاركي للمخرج عبد الحميد بوشناق، الذي يمتد على 12 دقيقة، وهو ثمرة تعاون مميز مع أطفال قرية دار فاطمة من عين دراهم بولاية جندوبة، مما أضفى على الافتتاح طابعًا محليًا وإنسانيًا فريدًا.
برنامج متنوع يفتح أبوابه للجمهور والمهتمين
يمتاز برنامج “إنفايروفست 2025” بثرائه وتنوعه؛ حيث يقدم عروضًا منوعة تشمل سبعة أفلام بيئية من مختلف الأنواع السينمائية مثل الخيال والوثائقي والرسوم المتحركة. هذه الأفلام تأتي من تونس وعدة دول مثل بريطانيا، فرنسا، كندا، الولايات المتحدة، والنمسا، ما يوفر تجربة ثقافية غنية ومتنوعة للجمهور.

كما تستضيف مدينة الثقافة في بهوها الكبير ايضا “القرية البيئية” كجزء من فعاليات مهرجان إنفايروفست 2025، حيث تنطلق عدة أنشطة غير سينمائية موجهة لجميع الفئات والزوار. تشمل أنشطة القرية فضاءً خاصاً للأطفال تحت عنوان ENVIROFEST KIDS، الذي يقدم ورشات تعليمية وترفيهية تركز على إعادة التدوير، التغير المناخي، والإبداع البيئي.
يرافق هذه الفعاليات جلسات حوارية وموائد مستديرة تحت شعار «التربية، الإلهام والعمل»، بمشاركة فنانين وخبراء وعلماء إلى جانب ممثلين عن مؤسسات حكومية. كما توفّر القرية فضاءات لتشجيع التبادل والتواصل بين الجمعيات والباحثين والفنانين والمواطنين الملتزمين بقضايا الاستدامة.
ويبرز ضمن البرنامج قسم خاص بالرقمنة والبيئة تحت اسم ENVIROFEST Digital، الذي يتضمن ورشة “الجدارية المناخية” المصممة لتسليط الضوء على التأثيرات البيئية للتكنولوجيا الرقمية وتعزيز استخدامها بشكل مسؤول.
فيلم “زريعة” : وثائقي حول السيادة الغذائية في تونس
واحد من أبرز عروض المهرجان هو الفيلم الوثائقي “زريعة” للمخرجة التونسية فتحية خذير، والذي يختص بقضية السيادة الغذائية ويبرز الدور الحيوي للبذور الأصلية في تحقيق استقلالية زراعية مستدامة. يعرض الفيلم جهود الفلاحين، الخبراء، والمجتمع المدني في حماية وإحياء هذه البذور ذات التنوع الجيني العالي، والتي تبرز قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية والأمراض.
تم إنتاج فيلم “زريعة” من خلال تعاون مشترك بين مؤسسة كوسكوس ميديا والجمعية التونسية للزراعة المستدامة، مع دعم شبكة السيادة الغذائية الأفريقية AFSA .
يسلط الفيلم الضوء على بناء بنوك بذور محلية والحفاظ على التراث الزراعي عبر تبادل البذور والمعلومات بين المزارعين، مما يسهم في تقليل الاعتماد على الشركات الكبرى وتحقيق مزيد من الاستقلالية الزراعية. أكدت المخرجة فتحية خذير على قدرة السينما الوثائقية في إيصال رسائل قوية حول الاستدامة وحماية الطبيعة، وتحفيز المشاهدين على التفاعل مع قضايا الأمن الغذائي. يبرز الفيلم الدور الحاسم للبذور الأصلية في توفير غذاء صحي وآمن، وضمان مستقبل زراعي مستدام في تونس وأفريقيا، مما يجعل هذه المبادرة نموذجًا ناجحًا للتعاون بين الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني.

السينما كأداة للتوعية وحماية البيئة
يعتبر إنفايروفست جسرًا ثقافيًا يربط بين الفنو والأكاديميا والعمل المدني، ويؤكد على الدور الحيوي للثقافة في تحقيق التنمية المستدامة وصون الطبيعة لفائدة الأجيال القادمة. بهذا، يسهم المهرجان بفعالية في نشر قيم الاستدامة وصياغة وعي بيئي مستنير في المجتمع التونسي.
يساهم مهرجان إنفايروفست بشكل كبير في التوعية البيئية المحلية من خلال تقديم محتوى سينمائي وتعليمي يعكس تحديات البيئة وقضايا الاستدامة في تونس والمناطق المجاورة. عبر عروض الأفلام الوثائقية والخيالية والورشات التربوية، ينقل المهرجان رسائل توعوية تحفز الجمهور على التفكير النقدي والالتزام بحماية البيئة. كما يوفر المهرجان منصة لتبادل الخبرات بين الفنانين، الجمعيات، والخبراء، مما يعزز شبكة التفاعل البيئي المجتمعي ويشجع على العمل المشترك بين مختلف الفئات. من خلال دمج الفنون مع النشاطات المجتمعية، يخلق إنفايروفست بيئة محفزة للتعلم والتغيير السلوكي الإيجابي، ما يسهم في خلق ثقافة بيئية مستدامة على الصعيد المحلي ترتكز على المعرفة، المشاركة، والمسؤولية المجتمعية تجاه البيئة.









